responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 510
يستعمله ولا عقد له، إلى أن كانت دولة أبي يحيى بن اللحياني فاصطنعه، واستكفى به عند ما تنبّضت عروق التغلّب من العرب، ودفعه إلى حماية الجزيرة من لاج [1] إحدى بطون سليم الموطنين بنواحيها، فكانت له في ذلك آثار مذكورة. ولما انقرضت دولة ابن اللحياني خرج إلى الشرق وقضى سنة ثمان عشرة وأظهر التوبة والإقلاع، وعاود الحج متنقلا سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة ولزم كسر بيته. وأبقى السلطان أبو يحيى عليه نعمته في كثير مما كان بيده من الاقطاع والجراية، ودعاه إلى حجابته مرارا فامتنع.
(أخبرني) محمد بن منصور بن مزني قال: لما هلك الحاجب بن محمد بن عبد العزيز الكردي المعروف بالمزوار سنة سبع وعشرين وسبعمائة، استدعى السلطان جدّك محمد بن خلدون وأراده على الحجابة، وأن يفوّض إليه أمره، فأبى واستعفى فأعفاه وآمره فيمن يوليه حجابته، فأثار عليه بصاحب ثغر بجاية محمد بن أبي الحسين بن سيّد الناس لاستحقاقه ذلك بكفايته واضطلاعه، ولقديم صحابة بين سلفهما بتونس، وإشبيلية من قبل. وقال له: هو أقدر على ذلك بما هو عليه من الحاشية والدين [2] فعمل السلطان على إشارته واستدعى ابن سيّد الناس وولّاه حجابته. وكان السلطان أبو يحيى إذا خرج من تونس يستعمل جدّنا محمدا عليها وثوقا بنظره واستنامة إليه إلى أن هلك سنة سبع وثلاثين وسبعمائة ونزع ابنه، وهو والدي محمد بن أبي بكر عن طريقة السيف والخدمة إلى طريقة العلم والرباط، لما نشأ عليه في حجر أبي عبد الله الرندي [3] الشهير بالفقيه، كان كبير تونس لعهده في العلم والفتيا، وانتحال طرق الولاية التي ورثها عن أبي حسين وعمّه حسن، الوليّين الشهيرين. وكان جدّنا رحمه الله قد لازمه من يوم نزوعه عن طريقه، وألزمه ابنه وهو والدي رحمه الله فقرأ وتفقّه، وكان مقدّما في صناعة العربية، وله بصر بالشعر وفنونه، عهدي بأهل البلد يتحاكمون إليه فيه، ويعرضون حوكهم عليه، وهلك في الطاعون الجارف سنة تسع وأربعين وسبعمائة.

[1] وفي نسخة ثانية: دلاج.
[2] وفي نسخة ثانية: الذوين.
[3] وفي نسخة ثانية: الزبيديّ. نسبة الى قرية بساحل المهدية توفي عام 740 هـ وهو أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عبد الله القرشي الزبيدي. والرندي نسبة الى (رندة) .
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 510
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست