نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 7 صفحه : 368
منهم إلى بطن من الأوس أو الخزرج يتعززون بهم، وصاروا موالي لهم, إذا وقع عليهم ضيم لجئوا إلى من انتموا إليه بالولاء للدفاع عنهم. ولما ظهر الإسلام كان من دخل في ولاء "عبد الله بن أبي"، ومنهم من دخل في ولاء "سعد بن معاذ", ومنهم من كان في ولاء "عبادة بن الصامت". وكان عليهم في مقابل ذلك، العون والنصرة لمن دخلوا في ولائه أو ولائهم، والدفاع عنهم، وأن يكونوا بمثابة العون لهم.
وكان من موالي الحلف، قوم من اليهود والنصارى والمجوس. ولما ظهر الإسلام، أبطل عن تولي أهل الكتاب[1], إذ جعلهم في ذمة المسلمين. ويدخل في هذا الولاء ولاء قبائل وعشائر صغيرة لقبائل أكبر منها, وذلك في سبيل الحصول على حمايتها لها ودفاعها عنها, فيتوجب عليها أداء ما شرط عليها من شروط عند طلبها الولاء, من العصبية والعقل وما شاكل ذلك من حقوق.
أما مولى الرحم، فيكتسب الولاء بالزواج من موالي بعض القبائل، فينسب إلى القبيلة التي تزوج من مواليها[2].
وذكر بعض أهل الأخبار أن الموالي ثلاثة: مولى اليمين المحالف، ومولى الدار المجاور، ومولى النسب ابن العم والقرابة. وقد ذكرت هذه الأنواع في هذا البيت:
نبئت حيًّا على نعمان أفرادهم ... مولى اليمين ومولى الدار والنسب3
وقد ذكر "الجاحظ" "أن الموالي أقرب إلى العرب في كثير من المعاني؛ لأنهم عرب في المدّعى، وفي العاقلة، وفي الوارثة. وهذا تأويل لقوله: مولى القوم منهم، ومولى القوم من أنفسهم. والولاء لحمة كلحمة النسب"[4]. ولهذا عد الموالي في نسب من دخلوا في ولائه, وتعصبوا وتحزبوا لولاء المولى.
والموالي مهما كانوا عربًا أو عجمًا، كانوا أقل شأنًا في مجتمعهم من [1] المائدة، الآية 51، تفسير الطبري "6/ 177", الآلوسي، تفسير "6/ 140". [2] تأريخ التمدن الإسلامي "4/ 31".
3 العمدة "2/ 198". [4] مناقب الترك "1/ 12"، من رسائل الجاحظ، "تحقيق عبد السلام هارون".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 7 صفحه : 368