responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 7  صفحه : 369
الأحرار. إذ نظر إليهم على أنهم دون العرب الأحرار في المكانة؛ ولهذا فقلما زوج الأحرار بناتهم للموالي, حتى ضرب بهم المثل في القلة والذلة, ولا سيما إذا كان الإنسان مولى موالٍ, فقيل: "مولى الموالي"، قيل ذلك في الإسلام أيضا. ورد في الشعر:
فلو كان عبد الله مولى هجوته ... ولكن عبد الله مولى مواليا1
وقد بقيت نظرة الازدراء المذكورة حتى في الإسلام, فمع مساواة الإسلام للعرب بغيرهم وإتيانه بمقياس جديد في تفضيل الخلق بعضهم على بعض هو مقياس العمل الصالح، المتجسم في قوله: "أيها الناس, إن الله أذهب عنكم نخوة الجاهلية وفخرها بالآباء، كلكم لآدم، وآدم من تراب، ليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى"[2], أو قوله: "الناس في الإسلام سواء، الناس طف الصاع لآدم وحواء, لا فضل لعربي على عجمي، ولا عجمي على عربي إلا بتقوى الله"، "لا تأتوني بأنسابكم وأتوني بأعمالكم، فأقول للناس هكذا ولكم هكذا"[3] -نجد أن العرب بقيت في الإسلام أيضًا تأنف من تزويج بناتهم إلى الموالي بسبب شرط "الكفاءة" الذي كان سنة من سنن أهل الجاهلية في الزواج: كفاءة النسب والمنزلة والحرفة, وإذا تزوج مولى بنتًا عربية، عُيرت القبيلة به. وقد هجا الشاعر "أبو بجير" "عبد القيس"؛ لتزويجهم بناتهم للموالي[4]، وذهب البعض إلى قاعدة: "الكفاءة في النسب والدين والصنعة والحرية, ولا تزوج عربية بأعجمي, ولا قرشية بغير قرشي، ولا هاشمية بغير هاشمي، ولا عفيفة بفاجر"[5], وأن "قريشًا بعضهم أكفاء لبعض, بطن ببطن، والعرب بعضهم أكفاء لبعض، قبيلة بقبيلة، والموالي بعضهم أكفاء لبعض, رجل برجل"[6].

1 الثعالبي, "ثمار", "690".
[2] العبادي، الإسلام والمشكلة العنصرية "58".
[3] اليعقوبي "2/ 100"، "حجة الوداع"، وتروى الخطبة بصور مختلفة.
[4] العقد الفريد "3/ 232".
[5] العبادي, الإسلام والمشكلة العنصرية "67"، أبو إسحاق الشيرازي, كتاب التنبيه في الفقه على مذهب الإمام الشافعي "95".
[6] العبادي، الإسلام والمشكلة العنصرية "66".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 7  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست