responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 60
لجزيرة العرب يكون متجهًا من الشمال للجنوب، مخترقًا الطرق البرية، بل رأوا تقوية أسطولهم في البحر الأحمر، وتحسين علاقاتهم السياسية بالإمارات العربية وبسادات القبائل، للمحافظة على مصالحهم الاقتصادية، وتوجيه أنظارهم نحو ساحل إفريقيا وحكومة الحبشة، فعقدوا اتفاقيات صداقة ومودة مع حكام "أكسوم"، وكونوا حلفًا معهم، وبذلك أخذوا يضغطون منذ ذلك العهد على السبئيين.
ويحدثنا صاحب كتاب "الطواف حول البحر الأريتري" أن الرومان عقدوا معاهدة تحالف مع ملك "ظفار"، وهو ملك[1]Homeritae، وتدل هذه الإشارة الغامضة على وجود صلات بين الرومان وبين رئيس حمير في هذا العهد. وفي هذا التحالف ما فيه من شرح للعلاقات السياسية الجديدة التي حدثت بين الرومان والعربية الجنوبية، ومن محاولات الرومان، ثم البيزنظيين من بعدهم، التدخل في شئون البلاد العربية الجنوبية بأسلوب جديد.
ولا ندري متى احتل ميناء "عدن" الذي يسمونه Eudamon = Emporion والذي دعاه "بلينيوس" Athene = Athenae= Athaene إذ يحدثنا مؤلف "كتاب الطواف حول البحر الأريتري" أن "القيصر" Kaisar استولى عليه في زمن غير بعيد عن زمانه ودمره، وقد تصور بعضهم أن ذلك وقع في أيام "كلوديوس" "41 - 54م" أو قبلها بقليل[3]. ولعل لمساعدات "الأكسوميين" لحكام "رومة" فضلًا في هذا الاحتلال[4]. ولا بد أن يكون هذا الاستيلاء قد حدث من البحر. إذ لا يعقل وقوعه من البر، فقد كان البر في أيدي السبئيين والقبائل العربية الأخرى. وقد رأينا قبل قليل إخفاق الرومان في الاستيلاء على اليمن، ورجوعهم عنها خائبين. ولأهمية "عدن" من جميع الوجوه نستطيع أن نتصور أنهم قد حصلوا على فوائد عظيمة من هذا الاحتلال الذي لا نعرف منتهاه وخاتمته، وكيف حدثت تلك النهاية.
ويرى بعض الباحثين أن استيلاء الرومان على "عدن" كان بعد حملة

[1] Houranl, P., 32
2 Stuhimann, a, 12, Parola del Passato, 9 (1954) , 401, Araber; I; S.; 43
[3] Araber, I, S., 43
[4] Stuhlmann, S., 12
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست