responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 59
و Chatramotita، وهم حضرموت وعاصمتهم Sabata، وهم أبعد هذه الشعوب إلى الشرق[1]. وقد نقل "سترابون" كلامه من "ايراتوستينس" الذي عاش قبله كما هو معلوم[2], فهو يتحدث إذن عن الحكومات الكبرى التى حكمت العربية الجنوبية، وعن الشعوب التي وصل علمها إلى مسامع اليونان والرومان.
وتطرق "سترابون" بشيء من الإيجاز إلى الناحية الاجتماعية التي كانت عليها اليمن في ذلك العهد، فذكر أن الحياة كانت طبقات لكل طبقة واجب ووظيفة، وراثية تنتقل من الآباء إلى الأبناء. فهناك طبقة المحاربين ووظيفتهم الدفاع عن الطبقات الأخرى، وطبقة المزارعين وشغلهم تهيئة القوت والطعام لإعاشة سائر الشعب، وطبقة ثالثة وظيفتها التجارة، والتجارة لا تنتقل من أسرة إلى أخرى، وعلى كل فرد أن يمارس حرفة أبيه[3]. وذكر أشياء أخرى يظهر أن طبيعة أكثرها من نوع قصص التجار والسياح، لا يعتمد على التدقيق والتمحيص.
ويظهر أن تلك الانتكاسة لم تؤثر في خطة "أغسطس" في السيطرة على البحار، إذ نرى "سترابون" المعاصر لهذا القيصر، يشير إلى أن الرومان كانوا يرسلون سفنًا إلى الهند، لم يتعودا إرسال أمثال عددها فيما مضى، كما عثر على نقود رومانية في الهند، وأقيم في ساحل "مالابار" معبد كرس باسم ذلك القيصر، مما يدل على وجود جالية رومانية فيه[4]. ويظهر أن أسطول الرومان كان قويًّا وقد استعمل سفنًا كبيرة، وضع فيها محاربين من رماة السهام ومن المقاتلين المدربين، بذلك تمكن من الوصول إلى الهند ومن الرجوع منها بانتظام وبحرية.
لم تصل إلينا أخبار مفصلة عن مشروعات الرومان في جزيرة العرب بعد هذه الحملة، والظاهر أنهم غيروا خططهم السياسية، وكيفوها تكييفًا جديدًا، يوائم التطور الذي حدث في الموضع العالمي في القرن الأول للميلاد، ويناسب الدروس التي تعلموها من حملتهم المخفقة المذكورة. فلم يفكروا في فتح عسكري مباشر

[1] Strabo, III, P. 190, 213
[2] Strabo, III, P. 189
[3] Strabo, III, P. 213
[4] العرب والملاحة "ص75".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست