responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 35
علمت معد"[1]. ويقول علماء اللغة: إن معدًّا "غلب عليه التذكير، وهو مما لا يقال فيه من بني فلان، وما كان على هذه الصورة، فالتذكير فيه أغلب, وقد يكون اسمًا للقبيلة"[2]. ويستنتج من هذا أن معدا لم تكن في الأصل اسم علم لرجل تنتمي إليه قبيلة معينة، وإنما كانت كلمة عامة تشمل قبائل تشترك في طراز الحياة وإن كانت تعتقد أنها ترتبط بعضها ببعض برباط النسب.
وقد استعمل حسان بن ثابت كلمة "معد" في مقابل "الأنصار"، وذكر أن الأنصار "لها في كل يوم من معد قتال أو سباب أو هجاء3"، وأن الأنصار نصروا رسول الله على رغم أنف معد[4]، وأورد اسم معد في أحد الأبيات مع قحطان5، كما قال عن "بني أسد": إنها "تذبذب في معد"[6]، فاستعمل كلمة معد في شعره للدلالة على خصوم الأنصار، كما استعملها في مقابل قبائل معينة, وخصوم الأنصار هم قريش والمهاجرون. ولما كان الشاعر يعد نفسه من اليمن، وأهل مدينته من أصل يماني، فإن من الجائز أن نقول: إنه عبر عن فكرة معد وقحطان في هذا الزمان, وعن رأي أهل مدينته خاصة في النسب عند ظهور الإسلام.
وبينما يصرف حسان بن ثابت كل فنه إلى هجاء خصوم الأنصار، أي: أهل مكة والدفاع عن أهل يثرب، والافتخار بقومه على قوم معد ونزار7، نرى أنه لا يسمي من يهجوهم عدنانيين، ولم يستعمل في شعره الواصل إلينا المطبوع اسم عدنان، فَلِمَ أغفل حسان اسم عدنان؟ أليس عدنان والد معد؟ ألم يكن

[1] Goldziher, Muh. Stud., I, S., 91.
[2] تاج العروس "2/ 503"، اللسان "16/ 407"، "دار صادر".
3
وقال الله قد يسرت جندًا ... هُمُ الأنصار عُرضَتُها اللقاءُ
لنا في كل يوم من معدٍّ ... سباب أو قتال أو هجاءُ
شرح ديوان حسان، للبرقوقي "ص6"، ديوان حسان، "ص1", "طبعة هرشفلد".
[4] ديوان حسان "ص5، 6، 25".
5
فلو سئلت عنه معد بأسرها ... وقحطان أو باقي بقية جرهما
ديوان حسان "ص44"، البرقوقي، شرح "ص398".
[6] ديوان حسان "ص47".
7
وكل محارب وبني نزار ... تبين في مشافره الرضاع
ديوان حسان "ص36".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست