responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 198
الآشورية، يرد فيها شيء من الأعراب؛ فترتفع بذلك معارفنا عنهم إلى زمن أبعد من هذا الزمن المنصوص عليه في كتابات الآشوريين.
أما الموارد الإسلامية، فقد اضطربت في تعيين الزمن الذي ظهر فيه العرب في بادية الشام ومشارقها وفي العراق، ولكنها كلها لا تعرف تأريخًا يسبق التاريخ المذكور في النصوص الآشورية, وما ذكروه عن ظهور العرب في هذه البلاد، فهو مأخوذ من قصص إسرائيلي. ويظهر من رواية لـ"هشام بن محمد الكلبي" أن العرب كانوا في أرض العراق في أيام "بختنصر"، وأنهم كانوا تجارًا يقدمون العراق للتجارات، وذلك في أيام "معد بن عدنان"، وأن "بختنصر" جمع من كان في بلاده من العرب حين هَمَّ بغزو العرب في جزيرتهم، إذ نزل وحي من الله على "برخيا"، فبنى لهم "حيرًا" على النجف وحصنه، ثم ضمهم فيه، ووكل بهم حرسا وحفظة، ثم نادى في الناس بالغزو. وانتشر الخبر فيمن يليهم من العرب، فخرجت إليه طوائف منهم مسالمين مستأمنين، فأنزلهم "بختنصر" السواد على شاطئ الفرات، فابتنوا عسكرهم بعد، فسموه "الأنبار", وخلَّى عن أهل الحيرة، فاتخذوها لهم منزلًا, فهذا كان مبدأ نزول العرب في العراق[1].
ويظهر من رواية أخرى لـ"ابن الكلبي" كذلك أن الذي أنزل العرب في العراق هو "تبع"، فالعرب الذين نزلوا الحيرة والأنبار هم قوم يمانيون. و"تبع" هذا حكم -على زعمه- بعد "ياسر أنعم" الذي حكم بعد بلقيس، وهو "تبان أسعد", وهو" أبو كرب بن ملكي كرب بن تبع بن زيد بن عمرو بن تبع"، وهو "ذو الأذعار بن أبرهة تبع ذي المنار بن الرائش بن قيس بن صيفي بن سبأ"، وكان يقال له: "الرائد". وقد خرج من اليمن حتى نزل على جبلي "طيء", "جبل شمر"، ثم سار يريد "الأنبار". فلما انتهى إلى "الحيرة" ليلًا، تحير فأقام مكانه، فسمي ذلك الموضع "الحيرة". ثم سار، وخلف به قوما من "الأزد" و"لخم" و"جذام" و"عاملة" و"قضاعة"، فبنوا وأقاموا به، ثم انتقل إليهم بعد ذلك ناس من طيء وكلب والسكون و"بلحارث بن كعب" و"إياد"، ثم توجه

[1] الطبري "1/ 291" "المطبعة الحسينية".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست