responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 199
إلى "الأنبار" ثم إلى "الموصل"، ثم إلى "أذربيجان" فلقي الترك, ثم انكفأ راجعًا إلى اليمن, وأقام العرب في العراق, "ففيهم من قبائل العرب كلها من بني لحيان وهذيل وتميم وجُعْفى وطيء وكلب"[1]. فهذا كان مبدأ نزول العرب السواد من أرض العراق.
وحكى "الطبري" رواية أخرى عن "ابن الكلبي" متممة للرواية الأولى عن نزول العرب أرض العراق، خلاصتها: أن العرب الذين أسكنهم "بختنصر" الحيرة، انضموا بعد وفاة هذا الملك إلى أهل "الأنبار"، وبقيت الحيرة خرابًا. فلما كثر أولاد "معد بن عدنان" ومن كان معهم من قبائل العرب، وملئوا بلادهم من تهامة وما يليهم، فرقتهم حروب وقعت بينهم، وأحداث حدثت فيهم، فخرجوا يطلبون المتسع والريف فيما يليهم من بلاد اليمن ومشارف الشام، وأقبلت منهم قبائل حتى نزلوا البحرين، وبها جماعة من "الأزد" كانوا نزلوها في دهر "عمران بن عمرو" من بقايا "بني عامر"، فاجتمع بالبحرين جماعة من قبائل العرب، فتحالفوا على "التنوخ"، وهو المقام، وتعاقدوا على التآزر والتناصر، فصاروا يدًا على الناس، وضمهم اسم "تنوخ". وتطلعت أنفس من كان بالبحرين من العرب إلى ريف العراق، وطمعوا في غلبة الأعاجم على ما يلي بلاد العرب منه، أو مشاركتهم فيه، واهتبلوا ما وقع بين ملوك الطوائف من الاختلاف، فأجمع رؤساؤهم على مسير إلى العراق ووطن جماعة ممن كان معهم على ذلك، فكان أول من طلع منهم "الحيقار بن الحيق" في جماعة قومه وأخلاط من الناس ثم أعقبتهم موجات أخرى استقرت في الحيرة والأنبار وغيرهما من الأماكن بعد أن تغلبوا على "الأرمانيين"[2].
ورُوي عن "ابن الكلبي" أن "أردشير" لما استولى على الملك بالعراق، كره كثير من "تنوخ" أن يقيموا في مملكته وأن يدينوا له؛ فخرج من كان منهم من قبائل "قضاعة" الذين كانوا أقبلوا مع "مالك وعمرو ابني فهم" و"مالك بن زهير" وغيرهم، فلحقوا بالشام إلى هناك من قضاعة. ثم وصلت إليهم جموع أخرى من قبائل العرب، فكونوا ممالك وإمارات، سوف أتحدث عنها[3].

[1] الطبري "2/ 3" "المطبعة الحسينية".
[2] الطبري "2/ 59" "المطبعة الحسينية".
[3] ابن خلدون" 2/ 278".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست