responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 197
هناك إلى بلاد الشام ومنها إلى البحر المتوسط لبيعها إلى أهل اليونان وبقية أرجاء "أوروبا". وقد تبين من الأخبار التي تعود إلى أيام الأسرة الثانية من أسر "أور" أن سفن ذلك الوقت "2200-2100 ق. م" كانت تقوم برحلات منتظمة فيما بين البحرين و"أور"؛ وذلك لنقل ما يرد إلى هذه الجزيرة من نحاس ومن أحجار ثمينة من عمان، ومن ذهب وأخشاب وأفاويه ومواد أخرى ثمينة من الهند[1].
وقد نزلت جاليات عراقية في البحرين، كما هاجرت جاليات من البحرين إلى العراق فسكنت به. وما الإله "إنزاك" "Inzak" الذي عُبِدَ في جنوب العراق وشُيدت المعابد باسمه، إلا علامة على هجرة أهل البحرين إلى العراق، وتأثر أهل العراق به؛ فهذا الإله هو إله أصله من آلهة أهل البحرين. وانتقال عبادته إلى العراق دليل على تأثر العراقيين بثقافة أهل البحرين، ونقل أهل البحرين له معهم إلى وطنهم الجديد.
وقد كانت البحرين ترتاح كثيرًا عند انشغال أهل العراق بالتحارب فيما بينهم، أو بانشغال الحكومات المهيمنة عليه بمحاربة جيران العراق من الدول القوية الكبيرة، إذ تلهيهم تلك الحروب عن التفكير في السيطرة على البحرين وابتزاز الأموال من أهل الجزيرة، وتكون مثل هذه الظروف فرصة ثمينة للدلمونيين؛ إذ يجدون أسواقًا رائجة تشتري منهم ما يأتون به إلى جنوب العراق، كما يجدون الحكومات مشغولة في معالجة مشكلاتها, فلا تشتطّ كثيرًا في أخذ الضرائب من أولئك التجار.
والكتابات الآشورية هي أقدم سجل، لا شك في ذلك، يشير إلى وجود "العرب" في الأرضين الواسعة الممتدة من الفرات إلى مشارف بلاد الشام، ولكن العرب فيه هم أعراب لا أقل من ذلك ولا أكثر: أعراب متنقلون في الغالب، هائمون في البادية حيث الماء والكلأ والارتزاق من الغارات على الآشوريين وعلى غيرهم. وإلى هذه الغارات يعود، ولا شك، فضل اضطرار الآشوريين إلى الإشارة إليهم في تلك الكتابات، ولولاها لما ذكروا فيها ولا أشير إليهم. وقد وجد هؤلاء الأعراب قبل زمان هذا التسجيل بأمد طويل من دون ريب، ومن يدري؟ فقد يعثر على كتابات جديدة من زمن سحيق، يسبق زمن الكتابات

[1] Belgrave, P. 55.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست