نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 68
والنخيل، هي مثل الجمال ثورة ورأس مال تدر على صاحبه ربحًا وافرًا، ومن كان له نخل وافر كان غنيًّا ثريًّا. وقد ربح أصحاب النخيل أرباحًا طائلة من اشتغالهم بزراعة النخيل. فالتمر هو مادة ضرورية يعيش عليها أكثر العرب ويتأدمون بها. يأكلونه بدلًا من اللحم. وكان الأعراب يأتون أهل الريف، بما عندهم من وبر ومن حاصل البوادي، ليبادلوه بالتمر وبالدقيق وبما يحتاجون إليه في حياتهم البدوية من حاجات ضرورية. فكسب أصحاب النخيل أرباحًا طيبة من بيعهم التمور. ولا يوجد مكان في جزيرة العرب فيه ماء، إلا والنخلة هي سيدة المزروعات فيه، بل تكاد تكون النبات المتفرد بالزرع في أكثر الأمكنة، لا يزاحمها نبات آخر من النبات.
ويقال للنخل المرتفع طولًا مجنون[1]، وهو نخل يقل تمره، وتقل فائدته لذلك وإذا غرس النخل سطرًا على جدول أو غير جدول، قيل: "نخل ركيب"[2].
و"الجباب" تلقيح النخل. وزمن الجباب زمن التلقيح للنخل، و"الأبر" تلقيح النخل أيضًا[3]. وكانوا يلقحون النخلة بدس شمراخ الفحال في وعاء الطلع[4].
ويؤكل التمر رطبًا، ويؤكل يابسًا جافًّا. ويقال لنضيج البسر قبل أن يتمر "رطبًا" وواحدته "رطبة"[5]. وإذا كان التمر يابسًا قيل له "القسب[6]. ويستعمل "القسب" بعد انتهاء موسم التمر وذهابه، وهو أكثر تمر الأعراب، لسهولة المحافظة عليه من التلف ومن الفساد وتغير الطعم.
وقد لجأ الجاهليون إلى طريقة كبس التمر، للمحافظة عليه زمنًا طويلًا، ولسهولة نقله والاتجار به من مكان إلى مكان. ومن طرقهم في ذلك، أنهم كانوا ينزعون نواة التمر، ثم يكنزونه في قرب وظروف من الخوص، ويقولون [1] تاج العروس "9/ 166"، "جنن". [2] تاج العروس "1/ 179"، "كب". [3] تاج العروس "1/ 171"، "جب". [4] تاج العروس "2/ 217"، "لقح". [5] تاج العروس "1/ 271"، "رطب". [6] تاج العروس "1/ 438". "قسب".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 68