responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 13  صفحه : 67
أما الأعراب، فإنهم لاضطرارهم إلى التنقل من مكان إلى مكان، ولعدم استقرارهم في موضع واحد استقرار أهل الحضر، لم يكن ميسورًا لهم غرسه. ثم إنهم كانوا يزدرون الزراعة بجميع أنواعها، وفي ضمنها زراعة النخيل، وأية زراعة أخرى بلا استثناء.
والنخل، هو شجر التمر، وهو "ن خ ل" "نخل" في المسند كذلك[1]. وقد صورت النخلة ونحتت على بعض الصخور وعلى كثير من نصوص المسند، وجعلت رمزًا للشمس. وكان السومريون يجعلونها رمزًا للشمس كذلك[2]. والظاهر أن تحمل النخلة لحر الشمس، ووجودها في مناطق دافئة، ومنظر رأسها الذي هو على شكل كرة مكونة من السعف، الذي يشبه خيوط أشعة الشمس، حمل الناس على تصور قيام صلة لها بالشمس، فجعلوها رمزًا لها وعلامة عليها.
وتعني لفظة "انخل" "أنخل"، "النخيل" وبساتين النخيل ومزارعها[2]. ومن "نخل" أخذت لفظة "منخل" بمعنى مزرع النخيل، أي الموضع المزروع نخلاً. وقد عني العرب الجنوبيون بزراعة النخيل، وكونوا بساتين واسعة منها, وكانت "نجران" من أهم المناطق المشهورة بزراعة النخيل[4].
وإذا استقام فسيل النخل وثبت في الأرض، صبر على العطش، وتحمل السكوت عن طلب الماء، أمدًا طويلًا، لاعتماده على رطوبة الأرض ولامتصاص جذوره للمياه الجوفية. ويقال للنخلة التي لا تحتاج إلى سقي: "الغامرة"[5].
وقد ورد عن الرسول قوله: "خير المال سكة مأبورة"، قيل أراد النخل المصطف، والسكة أيضًا: السنة وهي الحديدة التي يشق بها الفدان الأرض، ويقال لها أيضًا المان[6]. وقد اعتبر العرب النخل من الشجر المبارك الذي بورك فيه لما فيه من فوائد.

[1] Rw 155, Bu Jemen 1907, 286, C 1514, Burchard 4, Mordtmann Und Mittwoch, Sab, Inschr., S. 234.
[2] Carl Rathjens, Sabaeica. S. 140.
3 Rep. Epigr. 4626, Vii, Ii, P.278.
[4] Wissmann – Hofner, S. 9.
[5] تاج العروس "3/ 148"، "غمر".
[6] الروض الأنف "2/ 207".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 13  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست