نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 69
لذلك التقليف، والقلف التمر الذي نزع نواه وكنز في القرب وظروف الخوص[1]. ولا تزال طريقة التقليف معروفة، ويقال لما يخصف من التمر في "الخصاف"، تمر مخصوف[2]، وللتمر المكبوس في الخصافة مع ظرفه "الخصافة"، أما القربة التي يكبس في داخلها التمر، فيقال لها مع تمرها المكبوس بها "الكيشة" في لغة أهل العراق في الوقت الحاضر، و"تمر كيشة"، هو التمر الذي يستخرج من "الكيشة".
وقد يحفظ التمر في "القراب"، وعاء شبه جراب من أدم: "وفي كتابه لوائل بن حجر: لكل عشرة من السرايا ما يحمل القراب من التمر"[3].
ويكنز التمر في وعاء من خوص يقال له: "جلة" و"الجلة"[4]، وهو "القفعة"، ويسمى بالعراق "القفة"، و"جلة التمر" في لغة أهل اليمن[5].
وللنخل فوائد كثيرة جعلها بعضهم نحوًا من "360" فائدة، مثل استعمال سعفه وخوصه وجذوعه وليفه في حاجات الإنسان، حيث يصنع منها مختلف الأشياء، ويباع بعضها في الأسواق، فتكون دخلًا لأصحابها. وصارت منها صناعة تعيش عليها أناس، ولا زالت الصناعات المستندة على استغلال النخلة وأجزائها وسعفها باقية، وإن أخذت في الأفول والاندثار، بسبب منافسة الجديد للقديم، وانصراف الناس عن الوسائل البدائية القديمة إلى الجديد المريح الرخيص.
والنخل في كل موضع من جزيرة العرب فيه ماء. وهو أنواع وفصائل كثيرة. وقد اشتهرت "هجر" بكثرة تمرها. وبزيادته عن حاجة أهلها، فكان الأعراب يأتونها للامتيار، ولشراء التمر منها. وفيها ضرب المثل: كمبضع تمر إلى هجر، و"كجالب التمر إلى هجر". وكانت تصدره إلى البوادي وإلى اليمامة، حين يقل تمرها. وقد عرفت بكثرة وبائها. قال "عمر": "عجبت لتاجر هجر وراكب البحر"، كأنه أراد لكثرة وبائها وخطر البحر، فتاجرها وراكب البحر في الخطر سواء[6]. [1] تاج العروس "6/ 127"، "قلف". [2] تاج العروس "6/ 88"، "خصف". [3] تاج العروس "1/ 423"، "قرب". [4] اللسان "13/ 156"، "جلل"، تاج العروس "7/ 260"، "جلل". [5] تاج العروس "5/ 478"، "قفع". [6] تاج العروس "3/ 614"، "هجر".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 69