نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 280
من أيام ما قبل الميلاد، وربما كانوا بها قبل أيام "الإسكندر". ولما ظهرت النصرانية تنصر من كان بها من اليونانيين. ويذكرون أن قومًا منهم طرحهم "كسرى" في هذه الجزيرة. وكانت بوارج الهند تأوي إليها. وقد اشتهرت بالصبر الجيد الذي لا يوجد مثله في غيرها، وبدم الأخوين، وهو صمغ شجر يسمونه "القاطر"، وهو "الأيدع"، وقد ساكن العرب اليونان[1]. ويذكر أهل الأخبار أن "أرسطو"، هو الذي أشار على "الإسكندر"، بإجلاء أهل "سقطرى"، وإسكان طائفة من اليونان بها، لحفظ "الصبر" لعظيم منفعته. وذكروا أن بينها وبين "المخا" ثلاثة أيام مع لياليها، وأن من مدنها: "بروه" و"ملتده"، و"منيسة"، وهي مسكن ملك الزنج[2].
أما البحرية والتجارة البحرية الساسانية، فإننا لا نعرف عنها في هذا العهد معرفة واسعة، ولا نستطيع أن نتحدث عن وجود قوة بحرية ساسانية، أو نشاط بحري في البحر الأحمر في كل العهود، وإنما كان أقصى ما وصل إليه نفوذ الساسانيين في البحر، هو باب المندب، أي مدخل البحر الأحمر، حيث وقفوا عنده. وقد صار البحر الأحمر، منذ استيلاء اليونان والرومان على مصر، بحرًا يونانيًّا رومانيًّا بيزنطيًّا، حرسوه بأساطيل قوية، ضمنت لهم التفوق فيه، فلم يكن في وسع الفرس ولوجه أو التوغل فيه.
وقد ذكر أن "أردشير" الأول "225-241م" بنى جملة مواني بحرية وأن "نرسي" "292-302م" عقد صلات ودية مع ملك الزنوج في شرق الصومال، وأن "سابور" الثاني حوالي سنة "310م" هاجم البحرين، وأقام حامية بها، وفتك بقبائل عديدة، وذلك ردًّا على هجوم تلك القبائل على سواحل فارس.
وصار للفرس نشاط ملحوظ في الخليج وفي المحيط الهندي. وقد أنشأ الفرس جملة كنائس في سواحل الهند وسقطرى، أنشأها الفرس النساطرة، وكانوا تجارًا، نزلوا في هذه المواضع للاتجار، كما كانت هنالك سفن فارسية في "أدولس". وكان الساسانيون يستغلون الظروف الحرجة، والأوضاع القلقة التي [1] البلدان "5/ 93 وما بعدها". [2] تاج العروس "3/ 273"، "السقطري".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 280