نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 174
يجتمع[1]. و"الحيل" الماء المتنقع في بطن واد[2].
ويقال لموضع تجمع المياه في خزانات صغيرة لخزنها فيها وتوزيعها على السواقي "مزف". تأتي المياه إليها من خزانات أخرى أكبر منها, فتخزن فيها لإعادة توزيعها. والفعل هو "زف" من "زفف". وتطلق لفظة "زف" على مواد عمل ما. وأما العمل نفسه فيقال له "فعل"[3].
وقد أشير في نص إلى وجود "هور" أمام "محفد"، أي حصن: "بقنو هور محفدهمو ذ معينن"[4]، ومعناها: "أمام هور محفدهم "حصنهم" ذي المعين". وهو "هور" في هذه الجملة هو "الهور" في عربيتنا، وهو "بحيرة تغيض فيها مياه. فتتسع ويكثر ماؤها"، ويجمع على أهوار[5]. أما في النص، فلا يراد به هذا المتسع الواسع من الماء، بل يراد به حوض أو متجمع من الماء أوسع من البحرة، كان أمام الحصن[6].
وقد وردت لفظة "بركتن" أي البركة في اللهجات العربية الجنوبية كذلك، ووردت لفظة أخرى هي "عسن" يظهر أنها تعني بركة كبيرة أو صهريج ماء تحت الأرض، أو جملة برك تتصل بمأخذ أو مآخذ، تتجمع فيها المياه[7]. وقد ذكر علماء اللغة أن البركة مثل الحوض يحفر في الأرض لا يجعل له أعضاد فوق صعيد الأرض. ويسمي العرب الصهاريج التي سويت بالآجر وصرجت بالنورة في طريق مكة ومناهلها بركًا. ورب بركة تكون ألف ذراع وأقل وأكثر. وأما الحياض التي تسوى لماء السماء، ولا تطوى بالآجر، فهي الأصناع واحدها صنع[8].
وقد طليت جدران البرك الجاهلية بمادة متماسكة قوية، ترى اليوم وكأنها قد فرغ منها من عهد قريب. فلم تتشقق ولم تصب بتلف إلا قليلًا. فيها فتحات عملت لمرور الماء منها إلى السواقي. وقد استعمل مثل هذه البرك لخزن الماء وللإرواء [1] تاج العروس "5/ 530"، "نقع". [2] تاج العروس "7/ 298"، "حيل". [3] Rhodokanakis, Stud. Lexi., Ii, S. 100. [4] Langer I, Rhodokanakis, Stud, Lexi., Ii, S. 37. [5] تاج العروس "3/ 624"، "هور". [6] Rhodokanakis, Stud. Lexi., Ii, S. 37. [7] Rhodokanakis, Stud. Lexi., Ii, S. 114. [8] تاج العروس "7/ 106"، "برك".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 174