نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 172
ينزل على هذه الدرجات حتى يبلغ الماء ولا يزال بعض هذه الحياض موجودًا يستعمله الناس. وقد وصف السواح الذين زاروا اليمن بعضها وتحدثوا عنها وعن أبعادها وعن طرق بنائها وهندستها[1].
ولمنع تسرب الماء من الحوض، يسد ما بين الحجارة من منافذ بالمدرة المعجونة، وتطلى أوجه الجدر بمادة تغطيها مثل الصهريج لمنع تسرب الماء وخروجه إلى الخارج، كما يبلط قاع الحوض ويطلى كذلك. وتوضع حجارة تنصب حول الحوض، ويسد ما بينها بالمدرة، ويقال لذلك النصيبة. ويمدر الحوض إذا طين وسد خصاص ما بين حجارته، كما يعبر عن ذلك بلفظة اللوط. ويوضع الإباد حول الحوض، أي التراب، لدعمه وتقويمه. وقد ترفع جدر الحوض فوق الأرض، وتعمل فيه صنابير لخروج الماء فيها، وقد تنشأ فيها حنفيات لأخذ الماء منها، تعمل من المعدن أو الحجارة[2].
وقد عثر على ميازيب ومثاعب حجر نحتت نحتًا جميلًا، وضعت في جدران الأحواض، ليسيل منها الماء[3]. وقد صنعت مواضع مسايل بعضها على هيأة رؤوس حيوانات فتحت أفواهها، ومن هذه الأفواه المفتوحة يتساقط الماء. ولا يزال بعضها في هيأة حسنة ومستعملة حتى الآن. واستعملت بعضها في السطوح لسيلان الأمطار منها، كما عثر على صخور منحوتة نحتًا جميلا جدا كانت تكون الواجهة الظاهرة من جدران الحياض، وقد نحت بعضها على شكل صور حيوانات بارزة أو أوجه حيوانات، ونحت بعضها على صور أوراق نبات وأغصان أعناب أو عناقيد أعناب وما شابه ذلك من أجزاء النبات.
وثعب الماء سال، ومنه اشتق مثعب المطر. والثعب مسيل الوادي، ومنه مثاعب المدينة، أي مسايل مائها. والمثعب المرزاب[4].
وتعمل الأحواض لشرب الإبل وغيرها. وقد يوضع في وسطها حجر، يكون مقياسًا للماء، يقال له "القداس" إذا غمره الماء رويت الإبل، أو هو حجر يطرح في حوض الإبل، يقدر عليه الماء، يقتسمونه بينهم. وقيل هو حصاة، [1] Carl Rathjens, Sabaeica, I, Teil, Hamburg, 1953, 113. [2] المخصص "10/ 49 وما بعدها". [3] تاج العروس "1/ 147"، "أزب". [4] تاج العروس "1/ 163"، "ثعب".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 172