نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 114
والحمير، مع أنها ليست في صبر الجمل ولا في قدرته على تحمل المشقات وحمل الأثقال على مسافات طويلة في البوادي، وفي الرمال التي تفزع منها بقية الماشية، وتهلك إن أجبرت على السير بها.
والإبل من حيث الأصالة والعرق أجناس وأصناف، فيها الإبل الأصيلة التي يفتخر أصحابها بها، ويظنون على غيرهم بها. ولا يعطون منها لأحد، وفيها الإبل الرخيصة، من الصنف الواطيء المعدود للبيع، لخساسة جنسه، ولعدم نجابته. وكان الملوك وسادات القبائل يجنون الأصيل من الإبل، فكان "النعمان بن المنذر"، وهو من أصحاب الهوايات في حيازة النادر من الأشياء، يمتلك الإبل الجيدة، ومنها إبل عرفت بـ"عصافير النعمان". وقد أمر للنابغة بمائة ناقة من عصافيره بريشها وحسام وآنية من فضة، أعطاها بريشها ليعلم أنها من عطايا الملوك. وكان للملك "المنذر" ملك الحيرة إبل نجائب منهن إبل عرفت بـ"عصافير المنذر"[1].
ومن الإبل الجيدة الشهيرة، النجائب القطريات. نسبت إلى قطر وما والاها من البر[2]. و"المهرية"، وقد نالت حظًّا واسعًّا من الشهرة حتى زعم أنها من إبل الجن[3]. وقد اشتهرت "جرش"، باليمن بإبلها، فقيل "ناقة جرشية" وبعير جرشي[4]. والأرحبيات من نجائب الإبل الكريمة، منسوبة إلى بني أرحب من همدان[5]، والصدفية، والجرمية، والداعرية[6].
وكانوا لا يبيعون الإبل النجيبة، إلا عن اضطرار. ويسمونها "الحرائز". ذكر علماء اللغة أن الحرائز من الإبل التي لا تباع نفاسة. ومنه المثل: لا حريز من بيع، أي إن أعطيتني ثمنًا أرضاه لم أمتنع من بيعه. والحرزة خيار المال؛ لأن صاحبها يحرزها ويصونها، ومنه الحديث في الزكاة: لا تأخذوا من حرزات أموال الناس شيئًا، أي من خيارها[7]. [1] تاج العروس "3/ 408"، "عصفر". [2] تاج العروس "3/ 500"، "قطر". [3] تاج العروس "3/ 551"، "مهر". [4] تاج العروس "4/ 387"، "جرش". [5] تاج العروس "1/ 268"، "رحب". [6] الصفة "201". [7] تاج العروس "4/ 24"، "حرز".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 114