نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 102
ويعد الأراك من أطايب أكل الإبل، إذا أصابت منه شيئًا، ظهر طعمه في اللبن، وهم يستحسنون هذا اللبن. وقد كان الرعاة إذا مروا به اجتنوا ثمرته، و"الكباث"، هو أحسن ثمره، ولونه أسود، وهو أطيب ثمر الأراك. وقد اجتناه الرسول يوم كان راعيًا[1]. وهو النضيج من ثمر الأراك. وما لم ينضج فهو "برير". وقيل: الكباث هو ما لم ينضج منه، وقيل حمله إذا كان متفرقًا[2].
وتكتسي الأرض بعد ظهور الكلأ ثوبًا سندسيًّا جميلًا، فتظهر خضراء، لكثرة ما عليها من "الخضر"، وهو الزرع والنبات الذي نبت عليها. و"الخضر"، المكان الكثير الخضرة، ويراد بالخضرة "البقلة الخضراء"، وهي بقلة خضراء خشناء ورقها مثل ورق الدخن وكذلك ثمرتها وترتفع ذراعًا، وهي تملأ فم البعير. و"الخضر" ضرب من الجنبة، والجنبة من الكلأ ما له أصل غامض في الأرض، مثل النصي والصليان. وليس الخضر من أحرار البقول التي تهيج في الصيف. وجيدها الذي ينبته الربيع بتوالي أمطاره فتحسن وتنعم، ولكنه من البقول التي ترعاها المواشي بعد هيج البقول ويبسها حيث لا تجد سواها، وتسميها العرب الجنبة، فلا ترى الماشية تكثر من أكلها ولا تستمريها[3].
والجنبة، عامة الشجر التي تتربل في زمان الصيف. واسم لنبوت كثيرة، وهي كلها عروق. سميت جنبة؛ لأنها صغرت عن الشجر الكبار وارتفعت عن التي لا أرومة لها في الأرض. فمن الجنبة: النصي والصليان والحماط والمكر والحذر والدهماء. صغرت عن الشجر ونبلت عن البقول[4]. والنصي: نبت ما دام رطبًا، فإذا ابيض، فهو الطريفة، فإذا ضخم ويبس، فهو الحلي. وهو من أفضل المرعى[5]. وذكر أن "الطريفة" من النصي، إذا ابيض ويبس، أو هو منه إذا اعتم وتم وكذلك من الصليان. وذكر أيضًا أن الطريفة من النبات، أول الشيء، يستطرفه المال، فيرعاه كائنًا ما كان. وسميت طريفة؛ لأن المال يطرفه [1] ابن سعد، طبقات "1/ 126". [2] تاج العروس "1/ 640"، "كبث". [3] تاج العروس "3/ 179"، "خضر". [4] تاج العروس "1/ 189"، "جنب". [5] تاج العروس "10/ 370"، "أنصى".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 102