responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 12  صفحه : 368
به إلا والغراب أشأم منه"[1]، ولذلك قالوا إذا تعب: خيرًا خيرًا، وذلك من باب التفاؤل بالأضداد[2]. "والعامة تتطير من الغراب، إذا صاح صيحة واحدة، فإذا ثنى، تفاءلت به"، "وإذا صاح الغراب مرتين، فهو شر، وإذا صاح ثلاث مرات، فهو خير"[3]. وورد "غراب البين" و"الغراب الأبقع" و"الغراب الأسود"[4]. ويراد بذلك التشاؤم بفراق الأحبة، ويقال للغراب الأسود "حاتم"، والحتمة السواد، وهو مشؤوم، لأنه يحتم بالفراق5. "والعرب تتشاءم من الغراب، ولذا اشتقوا من اسمه الغربة والاغتراب والغريب"[6]. "فالغراب أكثر من جميع ما يتطير به في باب الشؤم، ألا تراهم كلما ذكروا ما يتطيرون منه شيئًا كروا الغراب معه؟ وقد يذكرون الغراب ولا يذكرون غيره، ثم إذا ذكروا كل واحد من هذا الباب لم يمكنهم أن يتطيروا منه إلا من وجه واحد، والغراب كثير المعاني في هذا الباب، فهو المقدم في الشؤم"[7]. وروي أن "ابن عباس" كان إذا صاح الغراب، قال: اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك. قال الجاحظ: "وليس في الأرض بارخ ولا نطيح، ولا قعيد، ولا أعضب ولا شيء مما يتشاءمون به إلا والغراب عندهم أنكد منه، يرون أن صياحه أكثر أخبارا، وأن الزجر أعم قال عنترة:

[1] تاج العروس "1/ 407"، "عزب"، قال رؤبة:
فأزجر من الطير الغراب الغاربا
اللسان "2/ 438"، الحيوان للجاحظ "2/ 316".
[2] الحيوان للجاحظ "3/ 457، 458"، طبعة عبد السلام محمد هارون".
[3] الحيوان، للجاحظ "3/ 457 وما بعدها"، حياة الحيوان، للدميري "2/ 255"
[4] قال عنترة:
ظعن الذين فراقهم أتوقع ... وجرى بينهم الغراب الأبقع
خرق الجناح كأن لجى رأسه ... جلمان بالأخبار هش مولع
اللسان "16/ 210"، القاموس "4/ 204"، "غراب البين"، الحيوان للجاحظ "3/ 431"، البيان والتبيين "1/ 83" "لجنة"، قال النابغة:
زعم البوارح أن رحلتنا غدا ... وبذاك خبرنا الغراب الأسود
الحيوان للجاحظ "3/ 442".
5
إذا ما رأت عبس من الطير جاثما ... شديد سواد الزف ظلت تفزع
الاشتقاق "2/ 166"، اللسان "15/ 3"، الحيوان للجاحظ "3/ 436"، "هارون"، بلوغ الأرب "2/ 338 وما بعدها".
[6] الحيوان للجاحظ "2/ 316"، حياة الحيوان، للدميري "2/ 190".
[7] الحيوان للجاحظ "2/ 316"، حياة الحيوان "2/ 244".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 12  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست