responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 12  صفحه : 369
حرق الجناح كأن لحيي رأسه ... جلمان، بالأخبار هش مولع1
وفي الغراب وشؤمة يقول الأعشى:
ما تعيف اليوم في الطير الروح ... من غراب البين أو تيس برح2
وقد كنوا عنه بكنى عديدة، دلالة على مقدار اهتمامهم به. فقالوا له: أبو حاتم، وأبو جحادف، وأبو الجراح، وأبو المرقال، وأبو حذر، وأبو زيدان، وأبو زاجر، وأبو الشؤم، وأبو غياث. ووضعوا الأمثلة على لسانه وعنه. وقصوا عنه الحكايات. من ذلك، إنه أراد أن يقلد القطاة في مشيها، فحاكاها، لكنه لم يفلح في المشي مشيها، فلما أراد العود إلى مشيته الأولى، أضل مشيته، إذ نسيها، فنسي المشيتين: فلذلك سموه: أبا المرقال[3]. وضربوا المثل بالغراب الأعصم، فقالوا: أعز من الغراب الأعصم، للشيء القليل الوجود[4]. وأوردوا له قصصًا مع الديك ومع حيوانات أخرى. ورموه بالفسق والفجور[5].
وفي الشعر الجاهلي وشعر المخضرمين إشارات إلى شؤم الغراب. جاء في شعر "حسان بن ثابت".
وبين في صوت الغراب اغترابهم ... عشية أو في غصن بان فطربا
فصوت الغراب، يشير إلى الغربة والاغتراب، لذلك كره[6].
وهو من ألأم الطير وأخبثها، وهو من عبيد الطير، وليس من أحرارها، فهو دنئ النفس، إذا صادفته جيفة، نال منها، وهو لا يتعاطى الصيد. فهو حيوان خبث الفعل وخبيث المطعم، لذلك عد العرب أكله عارا يعبر من يقدم

1 الحيوان "2/ 316"، "هارون".
2 العمدة "2/ 260"، تاج العروس "6/ 207"، "عاف"، اللسان "9/ 261"، "عيف".
[3] الحيوان، للجاحظ "3/ 129"، حياة الحيوان، للدميري "2/ 172".
[4] حياة الحيوان "2/ 173".
[5] الحيوان "3/ 131"، حياة الحيوان "2/ 273 وما بعدها"، "3/ 317"، "هارون"، "فسق الغراب وتأويل رؤياه.
[6] البرقوقي "ص19"، بلوغ الأرب "2/ 334 وما بعدها".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 12  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست