responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 11  صفحه : 297
"الهمداني" الزهرة؛ "لأن اسم الزهرة في لغة حمير: يلمقه والمق" ذكروا أن بناء "يلمقه" ظل قائمًا باقيًا إلى أيام غزو الحبشة لليمن، فهدموه[1]. وإذا صحت رواية الهدم هذه، فلا يستبعد حينئذ أن يكون ذلك بسبب كونه معبدًا وثنيًّا خصص بعبادة الأوثان، والأحباش نصارى سعوا لطمس الوثنية ونشر النصرانية في البلاد. ولعله أراد به معبد "المقه" بمأرب، فهدمه الحبش للاستفادة من أحجاره لبناء كنيستهم التي بنوها بهذه المدينة. وقد كان ذلك المعبد قد خصص بعبادة "المقه" إله سبأ الكبير، فعرف بـ"المقه"، و"يلمقه" عند سواد الناس.
وقد حفظت لنا نصوص المسند أسماء جملة معابد خصصت بعبادة المقه، وللتمييز بينها ذكرت أسماء المواضع التي شيدت عليها تلك المعابد. ومن أشهرها معبد "المقه" الكبير بمدينة "مأرب"، المعروف بمعبد "المقه بعل أوم" "المقه بعل أوام" وهو معبد لا تزال آثاره باقية، زارته ونقبت فيه بعثة "وندل فيلبس" الأمريكية إلى اليمن[2]. وتعرف بقايا هذا المعبد عند أهل اليمن باسم "حرم بلقيس" و"محرم بلقيس" فأحل الدهر اسم امرأة محل اسم إلة قديم كبير.
ووردت في بعض النصوص هذه الجملة: "المقه ثور بعل ... "، ومعناها: "المقه ثور رب"[3]. أي "المقه الثور هو رب....." كما وردت جمل مثل: "المقه ثهون"، بمعنى: "المقه المتكلم". ومثل "المقه ثهون بعل أوم"، أي "المقه المتكلم رب أوم"، "أوام". ويظن أن المراد بذلك الكاهن المتكلم باسم الرب "المقه". فقد كان لبعض المعابد كهنة، يزعمون أن الآلهة تتكلم فيها، ويقومون أنفسهم بدور الوساطة والترجمة. فإذا أراد شخص سؤال إلهه عن مشكلة يريد حلًّا لها، أو عن قضية عويصة، أو عن سرقة وما شاكل ذلك، يذهب إلى المعابد المختصة التي يزعم أن الآلهة تجيب فيها، فيتقدم على الكاهن بنذر وبهدايا مناسبة، ثم يلقي سؤاله، فيظهر عندئذ صوت مسموع، يزعم أنه

[1] البكري "1398".
[2] D. H. Muller, Burgen, II, S. 972, Nlelsen, Der Sabaische Gott Ilmukah, S. I. Wendall Philips, Qataban and Sheba, 1955.
[3] D. Nielsl Die Altarabische Mondreligion, s. 107.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 11  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست