responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 11  صفحه : 296
هي مجرد مصطلحات يراد بها أمور أخرى.
وتعبد السبئيون للإله "المقه"، إلههم الكبير. ويعد في منزلة "ود" عند المعينيين، ويرمز إلى "القمر". وهو المقدم عندهم على سائر الآلهة. إليه تقرب "المكربون" والملوك بالأدعية والهدايا، وإليه توسل الشعب في كل ملمة تنزل به وتجد اسمه مدونًا في كثير من النصوص السبئية. بل تعبد له أهل الحبشة كذلك، فنجد له معبدًا عند، نجا" "يها". انتقلت عبادته إليهم من السبئيين الذين كان لهم نفوذ سياسي وثقافي على الساحل الإفريقي المقابل لليمن، ويظهر أثر ذلك في الخط الحبشي حتى اليوم.
وليس للعلماء رأي واضح صحيح في معنى "المقه"، ويرى "إيوالد" Ewald أن الكلمة من أصل "لمق"، وهي بمعنى "لمع"، فيكون للاسم -على ذلك- معنى اللمعان[1]، ويمكن أن تكون كلمة "المقه" إذن، بمعنى "الثاقب" و"اللامع" وقد كان الجاهليون يقسمون بالنجوم الثاقبة، أي النجوم التي يتوقد ضياؤها ويتوهج ورد في القرآن الكريم: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ، النَّجْمُ الثَّاقِبُ} وقال المفسرون: "النجم الثاقب، يعني يتوقد ضياؤه ويتوهج". وذكروا أن العرب كانت "تسمي الثريا: النجم. ويقال إن الثاقب: النجم الذي يقال له زحل. والثاقب أيضًا الذي قد ارتفع على النجوم"[2]. وقد ذهب "هومل" إلى أن "المقه"، إنما تعني "سيده"[3]. وذهب بعض الباحثين إلى أن اللفظة من "أل" "إيل"، اسم الإله "إيل" الشهير، المعروف عند جميع الساميين. ومن "مقهو" بمعنى قوي. فيكون الاسم "إيل قوي"، "أل مقهو"4
وتدل روايات الأخباريين عن "المقه" على عدم وقوفهم على حقيقة هذه التسمية، فقد حاروا فيها. واضطربوا في أمرها, ولم يظهر أحد من بينهم من عرف حقيقتها. فصيرها بعضهم اسمًا من أسماء الملكة "بلقيس" وصيرها بعض آخر مصنعة من مصانع الجن التي بنتها على عهد "سليمان"، وجعلها

[1] سورة الطارق، رقم 86.
[2] تفسير الطبري "30/ 90 وما بعدها".
[3] Handbuch, I, s. 40.
4.Arabien, s. 244
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 11  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست