نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 303
"إرم ذات العماد" مدينة في "تيه أبْيَنَ" بين عدن وحضرموت، وذهب آخرون إلى أنها دمش[1] أو الإسكندرية[2]. والذي دعاهم إلى هذا الرأي -على ما أرى- هو كثرة وجود المباني ذوات العماد في هاتين المدينتين وما عرف عنهما من القدم، فوجد الأخباريون فيهما وصفًا ينطبق على وصف إرم ذات العماد[3]. وقد خلقت "باب جيرون" من أبواب دمشق قصة "جيرون بن سعد ابن عاد" الذي قالوا فيه إنه ملكًا من ملوكهم، وإنه الذي اختط مدينة دمشق، وجمع عُمُد الرخام والمرمر إليها، وسماها "إرم"[4].
وهناك مناسبة أخرى جعلت بعض العلماء يذهبون إلى أن دمشق هي "إرم" أو "إرم ذات العماد"، فقد كانت دمشق -كما هو معروف- من أهم مراكز الإرميين "الآراميين"، وكانت عاصمة من عواصمهم. ولهذا السبب أيضا قال نفر من الباحثين إن "إرم" تعين "أرام"، وأن عادًا من "الآراميين"، وأن "عاد إرم" إنما تعني "عاد أرام"، فالتبس الأمر على المؤرخين وظنوا أن ذات العماد صفة، فزعموا أنها مدينة بناها عاد[5]. غير أنه قول لا يؤيده دليل يثبت أن "إرم" في هذا الموضع تعني "أرام"[6]. ومن الجائز أن تكون "إرم ذات العماد"، هي التي أوحت إلى النسّابين فكرة جعل "عاد" من نسل "عوص بن إرم"، لتشابه اسم "أرام" و "إرم" عند العرب التي هي "آرآم" فأصبحت عاد من الإرميين. [1] الإكليل"8/ 33"، "طبعة نبيه"، صفة "80"، البكري "1/ 140" "طبعة السقا"، منتخبات "2" سبائك الذهب، للسويدي "15". [2] البلدان "1/ 197"، منتخبات "2"، مروج "2/ 420 فما بعدها"، "طبعة مينارد"،
Bosaor, Numger 73, February, 1939 P. 13, Koranic Iram, Legendary and Historical, by, Harold W. glidden.
3 "والعجم تذكر أن إرم ذات العماد بدمشق، وأن جيرون بن سعد بن عاد بني مدينتها، وسماها جيرون ذات العماد، لكبر أعمدة حجارتها"، الإكليل"8/ 33" "طبعة نبيه". [4] ابن خلدون "2/ 19"، المسعودي، مروج "2/ 420" الإكليل"33" "طبعة نبيه"
BOASOR, Numger 73, P. 13. 1939
5 "وكان يقال لعاد في دهرهم عاد إرم"، الطبقات "1/ 1 ص19"، البكري، معجم "1/ 48". [6] Enc., Vol. I, P., 121.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 303