نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 304
ويرى بعض المستشرقين أن الذي حمل الأخباريين على القول إن "الإسكندرية" هي "ارم ذات العماد"، هو أثر قصص الإسكندر في الأساطير العربية الجنوبية ذلك الأثر الذي نجده في كتب القصاص اليمانيين، في مثل كتاب "التيجان" المنسوب إلى وهب بن منبه، وفي الرواية اليمانية. وقد حاول الإسكندر كما نعرف احتلال اليمن، فغدا "شداد بن عاد" بانيًا للإسكندرية، وأصبح "الإسكندر" مكتشفًا لها[1].
وقد فسر العلماء لفظة "إرمي" الواردة في بيت الحارث بن حلزة اليشكري:
ارَميّ بمثله جالت الجن ... فآبت لخصمها الأجلاء
بأنها نسبة إلى "إرم عاد" في قدم ملكه، وقيل في حلمه[2].
ونسب بعض أهل الأخبار ل "عاد" ولدًا، دعوه "شدادا" قالو: أنه كان قويًا جبارًا، سمع بوصف الجنة، فأراد بناء مدينة تفوقها حسنا وجمالا، فأرسل عمّاله، وهم: "غانم بن علوان"، و "الضحاك بن علوان"، و "الوليد بن الريان"، إلى الآفاق، ليجمعوا له جميع ما في أرضهم من ذهب وفضة ودرّ وياقوت، فابتنى بها مدينته، مدينة "إرم" باليمن، بين حضرموت وصنعاء، ولكنه لم ينعم بها إذ كفر بالله، ولم يصدق بنبوة "هود"، فهلك. وتولّى من بعده ابنه "شديد"[3].
وزعم بعض النسّابين أن نسب "شداد" هو على هذه الصورة: "شداد ابن عمليق بن عويج بن عامر بن إرم"، فأبعدوه بذلك عن "عاد". وقيل في نسبه غير ذلك[4].
ويفهم من القرآن الكريم أن مساكن "عاد" بالأحقاف، {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ} [5]. والأحقاف: الرمل بين اليمن وعُمان إلى [1] BOASOR Number, 73, P. 13, 1939. [2] المعاني الكبير "2/ 826". [3] وقيل أخوه، البلدان "1/ 198"، "يقول اليمانية وأكثر العلماء في البلاد: إن إرم ذات العماد في تيه أبين، وهو غائط بين حضرموت وبين أبين"، الإكليل"8/ 33".
4 "عويج"، البلدان "1/ 199". [5] سورة الأحقاف، سورة رقم 46، الآية 21، اللسان "10/ 398".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 304