ليموت الحلم قبل أن يولد، وجر تركيا أو إجبارها على الدخول في تحالف استراتيجي- سياسي وعسكري واقتصادي- مع إسرائيل بمباركة أمريكا ومشاركتها، وإفساح المجال لها في السوق الأوربية كتعويض لها عن اتجاهها الإسلامي الذي لا يرضى عنه الغرب. وطبعا السياسة الغربية لم تكن غافلة عن الصحوة الإسلامية في تركيا وزحف الإسلاميين على الحكم، ولا غافلة عن أهمية تركيا بالنسبة للغرب- حتى بعد زوال الشيوعية- بل ربما تكون أهميتها قد زادت بالنسبة للغرب بعد زوال الشيوعية؛ لأنها ستكون ورقة رابحة في يد الغرب لإجهاض أية نهضة إسلامية، ولجعلها تتخذ سياسة مناهضة لمصلحة العالم الإسلامي وهذا هو ما يحدث الآن بالفعل، والذي يعد نتيجة لتخطيط غربي ذكي وماكر، ومن عادته أن يعد للأمر عدته قبل أن يحدث، انظر ماذا يقول الرئيس نيكسون عن تركيا: وتركيا الجسر الجغرافي والثقافي- الذي- يربط بين العالمين الغربي والإسلامي، تتمتع بحكومة ديمقراطية عاملة منذ 9 سنوات وقدمت قوات للناتو- حلف شمال الأطلسي- أكبر من أي دولة عضو في الحلف ويجب أن ندفع حلفاءنا الأوربيين لقبول تركيا في السوق الأوربية واتحاد أوربا الغربية [1] ، ولهدف حقيقي هو إبعادها عن محيطها الإسلامي بل جعلها تتبنى سياسة مناهضة لنهضة وتقدم العالم الإسلامي، وهو ما حدث بالفعل.
ج- سياسة الحصار والتجويع التي تمارسها السياسة الغربية بزعامة الولايات المتحدة لبعض الدول العربية والإسلامية التي لا تخضع لسياستها وتخرج عن طاعتها، المثل الصارخ لذلك: حصار العراق وليبيا، وإلى حد ما: السودان وإيران.
د- تصنيع الإرهاب من الجهاد: لقد اقتبست هذا العنوان من بحث الدكتور مصطفى رمضان الذي سبقت الإشارة إليه [2] .
إن أمريكا هي الصانع الأول للإرهاب والإرهابيين في العالم، والنواة الأولى لذلك هم المجاهدون الأفغان الذين جندتهم الولايات المتحدة- من بعض البلاد العربية والإسلامية- ودربتهم وسلحتهم، واستخدمتهم لتحقيق هدفها وهو إخراج الاتحاد السوفيتي من أفغانستان وقد تحقق الهدف الأمريكي ربما بأكثر مما كانت تتوقع [1] انتهزوا الفرصة- مرجع سابق (ص 50) . [2] (ص 83) .