للسياسة الخارجية الأمريكية في القرن الحادي والعشرين» [1] .
وما دام العالم الإسلامي يحظى في الضمير الأمريكي بهذا القدر من العداء والكراهية وما دام يشكل أعظم التحديات للسياسة الخارجية الأمريكية في القرن القادم فلا بد أن تجند أمريكا- وحلفاؤها- كل قواها لمحاصرة هذا العالم وتتخذ من الإجراآت ما يجعله دائما ضعيفا مفككا حتى لا يشكل لها خطرا.
ومن مظاهر هذا العداء الغربي للإسلام ومن الإجراآت التي بدأت تؤتي ثمارها في هذا المجال ويمكن أن نوجزها في عدة نقاط، على النحو التالي:
أ- الانهيار الاقتصادي السريع الذي حدث في دول جنوب شرق آسيا خاصة الدول الإسلامية- أندونيسيا وماليزيا- منذ مطلع العام الماضي (1997 م) .
وأيادي الغرب وأمريكا خاصة ليست خافية في هذا المجال، فهي لا تريد أبدا أن تقوم أية نهضة أو تنمية اقتصادية في أي بلد إسلامي، حتى لا تسري العدوى إلى غيرها، فلا بد أن يرتبط الإسلام دائما بالتخلف والفقر ليعيش المسلمون ضعفاء فقراء أذلاء.
ب- منع أي تقارب أو تجمع سياسي أو اقتصادي بين الدول الإسلامية، والمثل القريب جدّا مجموعة الثمانية؛ التي دعا إليها رئيس وزراء تركيا السابق ورئيس حزب الرفاه الإسلامي، نجم الدين أوربكان، الذي دعا إليه إضافة إلى تركيا، إيران وباكستان وأندونيسيا وماليزيا وبنجلاديش ومصر ونيجريا، هذا التجمع الذي يضم ثمان من كبريات الدول الإسلامية، والتي يبلغ مجموع سكانها أكثر من ثمانمائة مليون مسلم، ومنها دول متطورة اقتصاديّا وصناعيّا مثل مصر وتركيا وإيران وأندونيسيا وماليزيا وباكستان، ومنها دول بترولية أعضاء في منظمة الأوبك مثل إيران وأندونيسيا ونيجريا، هذا التجمع لو قدر له أن يظهر إلى حيز الوجود لكان من الممكن أن يكون تكتلا اقتصاديّا إسلاميّا هائلا، ويمكن أيضا أن يكون قوة سياسية مؤثرة في سياسة العالم، وفوق كل هذا؛ بل أهم من هذا يمكن أن يرفع الروح المعنوية للعالم الإسلامي، ويخلصه من حالة الإحباط التي يعانيها، ولكن كيف ذلك، وهل يسمح النظام العالمي الجديد بذلك؟ أبدا؛ دون ذلك خرط القتاد، وأول ضربة توجه إلى هذا الوليد قبل أن يرى النور كانت القضاء على الداعي إليه، نجم الدين أربكان، بل القضاء على حزبه وإخراجه من الساحة السياسية في تركيا، [1] المرجع السابق (ص 54) .