responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي نویسنده : عبد الشافى محمد عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 371
والابن للفتيان، والبنت للفتيات» ا. هـ. ولقد اشتهرت نساء كثيرات وصلن إلى مكانة عالية في دنيا الثقافة؛ مثل «لبنى» كاتبة الخليفة الحكم، التي يقول عنها ابن بشكوال [1] : «كانت حاذقة بالكتابة، نحوية، شاعرة، بصيرة بالحساب، مشاركة في العلم، لم يكن في قصرهم أنبل منها، وكانت عروضية خطاطة جدّا» ا. هـ.
والقوائم طويلة ولا يتسع الوقت للمزيد.
نعود إلى الخليفة الحكم وأثره في إثراء عالم الكتب في الأندلس وإنفاقه بسخاء على جمع الكتب من كل مراكز العلم من المشرق، حيث كان له وكلاء فنيون يقيمون إقامة تكاد تكون دائمة في مدن المشرق، مزودين بأموال طائلة للحصول على الكتب بأي ثمن، وكان حريصا على أن يدخل مكتبته أي كتاب يصدر في المشرق ليقرأه قبل أن يقرأ في بلد المنشأ، والقصة المتواترة في ذلك المجال كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني الذي ينتمي إلى أصول أموية فقد دفع أحد وكلاء الحكم ألف دينار لأبي الفرج ليحصل على نسخة من الكتاب، قبل أن يصدر في بغداد وسبق أن اقتبسنا ذلك من ابن سعيد [2] .
وشاع بين رعايا الحكم الثاني أن أقصر الطرق إلى قلبه وأفضل وسيلة لإقناعه واستمالته للحصول على خير أو بلوغ منصب أن يقدم له كتاب ليس عنده في مكتبته، ولهذا أخذوا يخصونه بمؤلفاتهم، أو يهدون إليه نسخا من كتب نادرة، ونجد ذلك حتى بين الأساقفة المسيحيين في قرطبة، فقد ألف الأسقف ربيع بن زيد، واسمه اللاتيني رثموندو Recemundo كتاب الأنواء، واشتهر باسم تقويم قرطبة، وأهداه إلى الحكم الثاني، وهو كتاب طريف ومثير، ولحسن الحظ وصلنا كاملا، واشتهر بيننا ونشر أخيرا [3] .
هذه المكتبة الضخمة التي ارتبطت باسمه في الحقيقة لم تكن نتيجة جهوده وحده، وإنما بذل أسلافه جهودا كبيرة أيضا في جمع الكتب وأسسوا المكتبة ليصل بها هو إلى هذا المستوى العالي الذي وصلت إليه.
فالأسرة الأموية في الأندلس أظهرت- طبقا لكل المصادر التي تحدثت عنهم-

[1] كتاب الصلة، الترجمة رقم (1529) (ص 692) .
[2] انظر المغرب في حلى المغرب، مصدر سابق (1/ 186) .
[3] خوليان ريبيرا- التربية الإسلامية في الأندلس، مرجع سابق (ص 165) .
نام کتاب : السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي نویسنده : عبد الشافى محمد عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 371
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست