responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي نویسنده : عبد الشافى محمد عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 221
ذلك (سنة 17 هـ) [1] ، فقد أراد العلاء بهذه المبادرة- ولا نريد أن نقول:
المغامرة- أن يسطر نصرا مثل انتصارات سعد بن أبي وقاص، فإذا كان سعد قد فتح المدائن عاصمة آل ساسان، فلماذا لا يفتح هو مدينة اصطخر، وهي ليست أقل من المدائن في الأهمية؟.
وعلى كل حال هذه منافسة شريفة بين الرجال ولا بأس بها، غير أن الخطورة فيما قام به العلاء أنه قام به دون علم أو إذن الخليفة، خاصة وأنه عرض المسلمين لكارثة، فقد مكر بهم الفرس وأحاطوا بهم بعد أن تركوهم ينزلون شواطئهم، وكادوا يفنونهم عن آخرهم لولا أن عمر بن الخطاب تدارك الأمر بسرعة وأنقذهم بنجدة سريعة من جند المسلمين الذين كانوا يرابطون في جنوب العراق، بقيادة عتبة ابن غزوان.
وكان جزاء العلاء بن الحضرمي على تلك المخالفة العزل من ولاية البحرين، وتكليفه بأثقل الأمور إليه- حسب تعبير ابن الأثير- وهو أن يعمل تحت قيادة سعد ابن أبي وقاص [2] .
التجربة الثانية حدثت (سنة 20 هـ) ، حيث كانت قوة من جيش الحبشة قد غزت سواحل اليمن من البحر؛ فأرسل عمر بن الخطاب حملة بحرية لتأديب الحبشة بقيادة علقمة بن مجزز المدلجي غير أن تلك الحملة هزمت وتحطمت مراكبهم، وأضيفت تجربة أخرى فاشلة إلى تجربة العلاء؛ لذلك الى عمر بن الخطاب على نفسه ألا يحمل أحدا في البحر أبدا [3] .
ويبدو أن الحبشة- رغم العلاقات الطيبة التي كانت تربطها بالمسلمين منذ أيام الرسول صلّى الله عليه وسلم قد أصبحت ولأسباب لا نعرفها مصدر قلق للمسلمين؛ لدرجة أن الخلفاء الراشدين كانوا يحسبون حسابها في خططهم الحربية يروي البلاذري أنه عند ما قرر عمر بن الخطاب أن يخوض معركة نهاوند ضد الفرس، الذين نقضوا كل عهودهم ومواثيقهم مع المسلمين، وأجبروا الخليفة على تغيير موقفه السابق بشأن عدم الاستمرار في الفتوحات، وبعد أن استشار المسلمين في ذلك خاصة وأن التقارير أخذت تتوالى عليه من العراق بأن الفرس قد تجمعوا حول الإمبراطور يزدجرد الثالث،

[1] الكامل في التاريخ لابن الأثير (2/ 538، 539) .
[2] الطبري (4/ 81) .
[3] المصدر السابق (4/ 112) .
نام کتاب : السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي نویسنده : عبد الشافى محمد عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست