لا، ولكني ابن عمّ عثمان، قال: فإن ابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خير من ابن عم [1] عثمان. قال معاوية: إنّ عثمان كان خيرا من عليّ وأطيب. قال ابن عبّاس [16 ب] : كلّا، عليّ أزكى منه وأطهر، وأعرف في ملكوت السموات وأشهر، أتقرن يا معاوية رجلا غاب عن بدر، ولم يشهد بيعة الرضوان، وفرّ يوم التقى الجمعان، ابن مخنّث قريش، الّذي لم يسلّ سيفا، ولم يدفع عن نفسه ضيما، إلى قريع العرب وفارسها، وسيف النبوة وحارسها، أكثرها علما، وأقدمها سلما، إذن قسمة ضيزى أبا عبد الرحمن. قال معاوية: إنّ عثمان قتل مظلوما. قال ابن عبّاس:
فكان ماذا؟ فهذا إذن أحقّ بها منك، قتل أبوه قبل عثمان- يعني ابن عمر.
قال معاوية: إن هذا قتله مشرك، وعثمان قتله المؤمنون. قال ابن عبّاس:
فذاك أضعف لقولك وأدحض لحجتك، ليس من قتله المشركون كمن نحره المؤمنون. فقال معاوية: ترى يا ابن عباس أن تصرف غرب لسانك وحدّة نبالك إلى من دفعكم عن سلطان النبوّة وألبسكم ثوب المذلّة وابتزكم سربال الكرامة، وصيّركم تبعا للأذناب بعد ما كنتم عزّ هامات لسادات، وتدع أمية، فإنّ خيرها لك حاضر، وشرّها عنك غائب. قال ابن عباس:
أمّا تيم وعدي فقد سلبونا سلطان نبيّنا صلى الله عليه وسلّم، عدوا علينا فظلمونا، وشفوا صدور أعداء النبوّة منّا، وأما بنو أمية فإنّهم شتموا أحياءنا ولعنوا موتانا، وجازوا حقوقنا، واجتمعوا على إخماد [17 أ] ذكرنا، وإطفاء نورنا، فيأبى الله لذكرنا إلّا علوّا، ولنورنا إلّا ضياء، والله للفريقين بالمرصاد.
قال معاوية: ما نرى لكم علينا من فضل، ألسنا فروع دوحة [2] يجمعنا [3] [1] في الأصل: «ابن عثمان» . [2] في الأصل: «درجة» .
[3] في الأصل: «تجمعنا» .