بمذاهبهم المختلفة، وكمثال على ذلك نرى العلامة محمد هادي معرفة ينقل في تفسيره
الأثري الجامع كل ما ورد في الآية التي هي محل البحث من الأقوال سواء كانت في المصادر
السنية أو الشيعية مع التحقيق والتدقيق، بحيث يستغني القارئ له عن الرجوع للمصادر السنية
نفسها، لأنه لا يجدها بمثل ذلك التنظيم والتيسير والتحقيق.
بل إنه ـ على خلاف ما يشيعه المغرضون ـ يثني على ما ورد عن الصحابة من
التفسير بالمأثور؛ فيقول: (كان كبار الصحابة من بعده a هم حملوا هذا العبأ الثمين الفخيم،
فنشروا لواء الإسلام على أرجاء الآفاق، وأدّوا رسالة الله إلى العالمين عن كلّ جدّ
وجهد بالغين.. نعم كانوا على تفاوت من المقدرة على الإيفاء والأداء.. قال مسروق بن
الأجدع: جالست أصحاب محمّد a فوجدتهم كالإخاذ ـ يعنى الغدير من الماء ـ فالإخاذ يروى
الرجل، والإخاذ يروى الرجلين، والإخاذ يروى العشرة، والإخاذ يروى المائة.. والإخاذ
لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم.. وقد اشتهر بالتفسير من الصحابة أربعة لا خامس لهم
في مثل مقامهم في العلم بمعاني القرآن..) [1]
ثم يذكر سر اعتبار أحاديثهم؛ فيقول: (ولتفسير الصحابي قيمته الأغلى في مجال
الاعتبار العلمي والعملي، حيث هم أبواب علم النبيّ a والطرق الموصلة إليه، وقد ربّاهم
وعلّمهم وفقّههم ليكونوا وسائط بينه وبين الناس، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم.
فكانوا لا يصدرون الناس إلّا عن مصدر الوحي الأمين، ولا ينطقون إلّا عن لسانه
الناطق بالحقّ المبين) [2]
وهو يشترط للأخذ عنهم نفس الشروط التي يضعها علماء المدرسة السنية،
فيقول: