الحاضر من يدعي أنّ عزيراً ابن الله ولا من يعتقد بهذا الاعتقاد، فعلام
نسب) [1]
وهكذا نرى العلامة ناصر مكارم الشيرازي لا يكتفي فقط بالتحقيقات العلمية
المرتبطة بالمسألة، وإنما يضيف إليها رد الشبه التي تتعلق بها، وهو منهج ملاحظ في كل
الأعمال الإيرانية بعد الثورة الإسلامية، بناء على أن من أهداف الثورة الدعوة للإيمان،
ونصرته، والرد على كل الشبهات التي تعرض له، كما رأينا ذلك سابقا.
وهذه الخاصية لا نجدها للأسف في معظم تفاسير المدارس السنية، إن لم نقل
في جميعها، ذلك أنها تحمل الكثير من التصورات الخاطئة عن التشيع والتراث الشيعي،
القديم منه والحديث إلى الدرجة التي تحرم فيها مجرد النظر فيه.
وأذكر جيدا أن بعض الأساتذة في مناقشته لبحث تخرج بعض الطلبة في التفسير
الموضوعي، أنبه تأنيبا شديدا على ذكره لكتاب للعلامة ناصر مكارم الشيرازي؛ وعندما
ذكر الطالب أنه اضطر للرجوع إليه لنقص المادة العلمية المرتبطة بالموضوع في المراجع
السنية، وأن ما نقله من المتفق عليه بين المسلمين، لم يقبل الأستاذ ولا لجنة
المناقشة، واعتبروا ذلك ـ كما يقولون ـ نصرة للبدعة، وطلبوا من الطالب أن يزيل كل
الاقتباسات التي استفادها من ذلك المرجع، ثم أنبوه بإنزاله عن الدرجة التي
يستحقها.
وهذا مجرد مثال عن هذا الموقف، ولهذا لا نرى وجود كل تلك المصادر التي
ذكرتها في مكتبات الكليات الإسلامية، بل لا يسمح بدخول هذه الكتب أصلا للمعارض أو
غيرها، وهي تصادر بمجرد خروجها.
وعلى خلاف هذا نجد المصادر التي ذكرناها منفتحة على جميع مدارس المسلمين