العلوم اي الإنسان كفرد وكمجتمع ومعرفة هذه الخصوصيات في شأنها ولاشك
توجيه العلوم الإنسانية باتجاه وضع قواعد أدق لتطوير الطاقات الكامنة في الإنسان
وهو اكمل المخلوقات أو معالجة أمراضه النفسية أو تنظيم علاقاته أو وضع القوانين
التأديبية للمجرمين بما يستأصل جذور الجريمة او تحديد حقوقه الفردية والاجتماعية
والسياسية ونظائره.. كما تسعى هذه المقالة الى بيان أمثلة لآثار هذه الأصول في أهم
فروع العلوم الإنسانية مثل: علم النفس، علم الاجتماع، علم التربية، علوم القانون
والحقوق) [1]
وفي مقال آخر بعنوان [دور الوعي القرآني في إنشاء العلوم الإنسانية
وتطويرها]: (الوعي القرآني درك عميق لروح التعاليم القرآنية، وتحقيق هذا الوعي
يحتاج إلى دراسة مستمرة عن آى الذكر الحكيم إلى جانب طاقة عقلانية قوية ليتسنّى
كشف جذور تلك التعاليم السماوية الخالدة، بحيث يتمخض منها مصدرية القرآن الكريم
ليكون هو المصدر والملهم والنافذة للعلوم الأخرى ومن خلاله يتسنى للعلماء
والمفكرين المختصين في كل من العلوم الإسلامية والإنسانية تطوير تلك العلوم
واتجاهها نحو الأهداف السامية القرآنية، حيث يرفضون الواقع السائد ويلتزمون بإصلاح
المجتمعات وسيادة القيم الروحية.. ومن دون هذا الوعي القرآني لا يمكن إنشاء علوم إنسانية
فضلًا عن أن تحظى بتلك المرتبة التي يستحقها الإنسان في قطع أشواط كماله المعنوي
والمادي. إنّ الوعي القرآني يقسم العلوم إلى قسمين أساسيين: الأوّل: العلوم التي
تخدم الجانب المعنوي؛ والآخر: العلوم التي تخدم الجانب المادي؛ فالوعي القرآني له
دور كبير في إنشاء هذه العلوم وتطويرها؛ حيث يرجع الكل الى أصل واحد وهو الوصول
الى الكمال المنشود سواء كان معنويا او ماديا بشرط أن
[1] مجموعه مقالات
انگليسى وعربى، كنگره بين المللى قرآن وعلوم انسانى (1396: قم)، جامعة المصطفى
العالمية، قم- ايران، الطبعة الأولى، ص: 75.