عنتهم وأضلهم عن الصراط السوي والهدي. وقد جعل الله سبحانه وتعالى
للمسلمين في كتابه وسنة رسوله a كفاية وغنية عما سواهما من أقوال الناس وآرائهم وتخرصاتهم
قال الله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ
الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ في ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ﴾ [العنكبوت: 51].. قال ابن عباس: (من تعلم كتاب الله ثم اتبع
ما فيه هداه الله من الضلالة في الدنيا ووقاه يوم القيامة سوء الحساب) [1]
وهي من الخصائص المهمة، والتي تفسر ذلك الحجم الكبير من المؤلفات
الإيرانية؛ فهي لا تعرض القضايا بحسب الطرق والمناهج التقليدية، وإنما تضيف إليها
المناهج المعاصرة، وتبحث في كل القضايا بناء عليها.
والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصر؛ ذلك أنهم استطاعوا أن يدخلوا البحث
القرآني في كل العلوم الإنسانية والاجتماعية والسياسية وغيرها، وأقاموا المؤتمرات
العلمية الكثيرة لأجل البحث في ذلك.
وكمثال بسيط على ذلك سأذكر هنا بعض ما ورد من ملخصات لمقالات عربية قدمت
للمؤتمر الدولی للقرآن والعلوم الإنسانیة، المنعقد بقم (سنة 1396 ق
ش)، ويوجد أضعافها باللغة الفارسية، بالإضافة للغات أخرى كالإنجليزية، وقد أفردت
المقالات العربية والإنجليزية بكتاب خاص.
فقد ورد في ملخص مقال بعنوان [القرآن وترشيد العلوم الإنسانية]: (تسعى
هذه المقالة الى بيان أصول قرآنية تمثل في الواقع منارات لترشيد العلوم الإنسانية
بمعنى فتح أفاق تحقيقها لأهدافها بالصورة الفضلى.. وذلك من خلال بيان خصوصيات
موضوع هذه