ونحب أن نذكر ـ بمناسبة ذكرنا لهذه الآية الكريمة ـ ما ذكره بعض مشايخ
السلفية الكبار، والذي يعتبر من كبار مراجعهم، وهو الشيخ حمود بن عبد الله بن حمود
بن عبد الرحمن التويجري (المتوفى: 1413هـ) في كتابه [الصواعق الشديدة على اتباع
الهيئة الجديدة]، حيث قال: (وقد أخبرني غير واحد من الطلبة في بعض المعاهد أن بعض
معلميهم من ذوي الجهل المركب صرح عنده بما يعتقده من استقرار الشمس ودوران الأرض
حولها، فقال له الطلبة: ما تقول في قول الله تعالى: ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي
لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ [يس: 38]..
فقال: القرآن حق، فقالوا له: يلزمك على هذا أن تعتقد جريان الشمس فأبى فطالبوه
بالدليل على قوله فقال هكذا تلقينا من علمائنا) [1]
ثم علق على هذا بقوله: (فانظر يا من نور الله قلبه بنور العلم والإيمان
إلى جواب هذا المخدوع المغرور بزخارف أعداء الله وشبهاتهم. واحمد الله الذي عافاك
مما ابتلى به المنحرفين المكذبين لنصوص القرآن والأحاديث الصحيحة تقليداً منهم
لأعداء الله تعالى من الكفار والمنافقين الذين أسسوا بنيانهم على شفا جرف هارٍ
ينهار بمن تمسك به في نار جهنم، وما أشبه هذا الذي ذكرنا جوابه ومن جرى مجراه
بالذين قال الله تعالى فيهم: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا
نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ
لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا ﴾
[النساء: 51].. فاحذروا أيها المسلمون من الإصغاء إلى دسائس أعداء الله تعالى
والاغترار بزخارفهم وشبهاتهم فإنهم لا يألونكم خبالا وودوا لو تكفرون بما جاء به
نبيكم a من الكتاب والحكمة قال
الله تعالى: ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ
سَوَاءً﴾ [النساء: 89].. ففي هذه الآيات أبلغ تحذير للمسلمين من طاعة
الكفار والمنافقين وقبول آرائهم وظنونهم وتخرصاتهم فإنهم لا يألون المسلمين خبالا
وودوا ما
[1] الصواعق الشديدة على
اتباع الهيئة الجديدة (ص: 44)