وأضاف قائلا: (إن خطابات الإمام الخميني التي كان يلقيها للأمة برمتها
بلغة سلسة كانت تستند الى القرآن وكان يمثل الوجه الحقيقي للقرآن حيث كان ينطلق من
فهمه للقرآن الكريم في حياته وتعلمه وتعليمه وتطوره السياسي والاجتماعي)
ثم أشار إلى الآيات التي كان يذكرها الإمام الخميني كثيرا، ومنها قوله
تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى
وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} [سبأ: 46]، باعتبارها الآية التي تدعو إلى التفكير
والتعقل مضيفاً أن القرآن قد أكد موضوع التفكير والتعقل والعلم 600 مرة.
وقد جمعت بعض كلمات الإمام الخميني المرتبطة بالدعوة إلى تفعيل القرآن
الكريم في الحياة ومنهج ذلك في كتاب بعنوان [القرآن في كلام الإمام الخميني]، ومن الأمثلة على ذلك
قوله تعليقا على حديث الثقلين [1]، وتفريط الأمة في وصية النبي a: (فهذا الحديث حجة
بالغة على البشرية جمعاء، ولا سيما المسلمين بمختلف مذاهبهم، فهم مسؤولون جميعاً
عن ذلك بعد أن تمّت الحجة عليهم، وإن كان هناك من عذر للعامة بسبب جهلهم وعدم
اطلاعهم، فلا عذر لعلماء المذاهب.. ولنر الآن ما جرى على القرآن هذه الوديعة
الإلهية، وتركة رسول الإسلام a لقد شرعت نوائب مفجعة حرية أن يُبكى منها دماً.. فقد استغل
عباد الأنا والطواغيت القرآن الكريم، واتخذوه وسيلة للحكومات المعادية للقرآن،
وأبعدوا مفسري القرآن الحقيقيين والعارفين بالحقائق الحقة ممن تعلموا القرآن كله
من الرسول الأكرم a
أبعدوهم بذرائع شتى) [2]
ثم ذكر بعض مظاهر ذلك الإبعاد، فقال: (لقد أخرجوا القرآن الذي كان وما
يزال
[1]
وهو قوله a: (إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله
وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)