مستقرّة وثابتة في مكانها هو تعادل قوّة التجاذب والتنافر، فالأُولى تربط
الأجرام فيما بينها، والأُخرى لها علاقة بحركتها.. هذا التعادل للقوّتين الذي
يشكّل أعمدة غير مرئيّة يحفظ الأجرام السّماوية ويجعلها مستقرّة في مكانها)[1]
ولهذا نراه يهتم بالدعوة للبحث في الإعجاز
القرآني، بكل أنواعه، يقول في كتابه (دراسات عقائدية) عند الحديث عن الإعجاز العلميّ
والفكريّ للقرآن: (لو أخذنا بعض الموضوعات التي تطرَّق لها القرآن، كالتوحيد
مثلاً، فسنرى أنَّ مقاربة القرآن لها كانت بنحوٍ يفوق بكثيرٍ ما كان سائداً
ومألوفاً في العالم برمّته، حتّى ما كان سائداً عند اليونان والرومان، وهذا خيرُ
دليلٍ على إعجازه، ولا سيّما أنَّه صدر عن رجلٍ عربيٍّ أُمِّيٍّ.. وهكذا هو الحال
في المسائل الأخرى، كالأخلاق، والتربية، والتعاليم، والقوانين، فهي في القرآن
الكريم بمستوى يفوق كلّ مستوى كانت أو تكون عليه، حتّى إنَّه يُلحظ أنَّ ما جاء في
القرآن حول هذه المواضيع أرقى وأسمى ممّا جاء في الروايات والفقه الإسلاميّ حولها،
وذلك لتواتر القرآن وبقائه محفوظاً من التحريف، بينما تدخلت الأيدي البشرِيَّة في الروايات
والفقه.. فكيف تكون مقاربةُ هذه الموضوعات بهذا الرقيّ وهي صادِرةٌ من رجلٍ
أُمِّيٍّ؟!.. وقد ذكر القرآن الكريم مسائل عديدة في مجال الطبيعة، كالذي ذكره حول
الريح، والمطر، والأرض، والسماء، والحيوانات. ولا يزال العلم يصل بين فترةٍ وأخرى
إلى حقائق قد أثبتها القرآن منذ