اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ
إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾ [العنكبوت: 65].. وقد يسلك سبيل العقل والمنطق
لإثبات التوحيد مستنداً الى السير في الآفاق وفي الانفس، ومذكّراً بأسرار خلق
السموات والارض والحيوانات والجبال والبحار، وهطول الامطار، وهبوب الرياح ودقائق
اعضاء الانسان: ﴿سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا في الْآَفَاقِ وَفِي
أَنْفُسِهِمْ﴾ [فصلت: 53].. وعندما يكون الكلام عن صفات الله يختار أعمقها
وأجلبها للنظر، فيقول: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيء﴾ [الشورى: 11]..)[1]
وبعد سرده للأمثلة الكثيرة الدالة على ذلك يدعو إلى مقارنة القرآن الكريم
بغيره من الكتب المقدسة؛ فيقول: (إنَّ قيمة علوم القرآن وعظمة محتواها وخلوها من
الخرافات، لا تتضح إلا إذا وضعت الى جانب التّوراة والانجيل المحرفتين للمقارنة
بينهما، لنرى ما تقول التّوراة بشأن خلق آدم وما يقول القرآن الكريم بهذا الشأن.. وماذا تقول التّوراة
بشأن الانبياء وما يقوله القرآن المجيد.. وما تقوله التوراة والانجيل في وصف الله،
وما يقوله القرآن في ذلك، عندئذ يتبين الفرق واضحاً بينهما)[2]
ثم انتقل بعدها إلى بيان موقفه مما يطلق عليه [الإعجاز العلمي في القرآن]،
وتحدث عنه بلغة علمية، قل أن نجد مثلها في العلماء المعاصرين، حيث قال ـ تحت عنوان
[القرآن والاكتشافات العلمية المعاصرة] ـ: (لا شك أنَّ القرآن ليس كتاباً من كتب
العلوم الطّبيعية أو الطّبية أو النّفسية أو الرّياضية، بل إنه كتاب هداية وبناء
لروح الانسان، فهو لا يترك شيئاً ضرورياً في هذا السبيل إلا وأتى به، لذلك ليس لنا بالطّبع
أنْ نرى في القرآن دائرة معارف عامّة، بل إنه عبارة عن نور الايمان والهداية
والتقوى والانسانية والاخلاق والنظام