يجتمع فيه فطاحل الشعراء كلّ سنة ينشدون فيه اشعارهم ويتنافسون في أجودها،
ويختارون أفضلها طراً ويعلقونها على جدار الكعبة باعتبارها خير قصيدة قيلت في تلك السنة،
وعند ظهور الدّعوة الاسلامية كانت هناك سبع قصائد معلقة على حائط الكعبة، اطلق
عليها اسم (المعلقات السبع).. ولكن بعد نزول القرآن لم يبق لتلك المعلقات أي لون
ولا طعم، فأزيلت الواحدة بعد الاخرى وطواها النسيان)[1]
ثم يدعو القارئ إلى مراجعة كتب التفسير المختصة، وخصوصا لتفسيره الأمثل
الذي حاول أن يشير إلى نواحي الإعجاز في اللغة القرآنية، يقول: (لقد سعى المفسرون
جهد طاقاتهم للإشارة الى دقائق الابداع الالهي العجيبة في القرآن، فيمكن الرجوع الى
تلك التفاسير، ولمزيد من الاطلاع، يمكنكم الرّجوع الى (تفسير الامثل) بهذا الخصوص)[2]
ثم ينتقل إلى ركن آخر من أركان الإعجاز عبر عنه بهذا العنوان [نظرة
القرآن الى العالم]،
وقد بدأ الحديث عنه بوصف البيئة التي نزل فيها القرآن الكريم، وكونها بيئة عادية
لا تسمح له بأن ينظر إلى العالم بتلك النظرة.. يقول: (قبل كل شيء ينبغي أنْ نتعرف
على البيئة التي نزل فيها القرآن على الصعيدين الفكري والثقافي.. حيث يجمع
المؤرخون على أنَّ أرض الحجاز كانت من أكثر بلدان العالم تخلفاً بحيث أنَّهم كانوا
يعبرون عن سكانها بأنَّهم متوحشون أو شبه متوحشين.. وقد عكفوا على عبادة الاصنام
وتمسكوا بها تمسكاً شديداً، وكانوا يصنعونها من الحجر والخشب بإشكال متنوعة، فكانت
تلقي بظلها المشئوم على كل ثقافتهم، حتى قيل أنَّهم كانوا يصنعون الاصنام من التمر
ويسجدون لها، ولكنهم إذا أحسوا بالجوع