تلك الحقيقة ويعتبروها معجزة فيؤمنوا بها، انحرفوا عن جادة الصواب وقالوا
إنَّها سحر وأساطير)[1]
وهكذا يذكر الأدلة الكثيرة المثبتة لذلك، وبلغة سهلة بسيطة جميلة يفهمها
كل الناس، يقول: (ويذكر لنا التاريخ أمثلة كثيرة عن أشخاص غلاظ شداد كانوا يفدون
على رسول الله a، وما إنْ يستمعوا الى
بضع آيات منه حتى يتغير حالهم وينبعث نور الايمان في قلوبهم، الامر الذي يدل بوضوح
على أنَّ ما في القرآن الكريم من فصاحة وبلاغة معجز)[2]
وهو يرى أن هذا اللون من الإعجاز ليس قاصرا على المعاصرين لرسول الله a، وإنما هو عام لكل
الأجيال؛ يقول: (بل إنَّنا في أيّامنا هذه نجد العارفين بآداب اللغة العربية كلما
كرروا تلاوة القرآن الكريم ازداد إحساسهم بالراحة واللذة لما فيه من حلاوة وما
يثيره فيهم من شعور بحيث أنَّهم لا يتعبون من تكرار تلاوته)[3]
ثم يصف سر ذلك؛ فيقول: (تتصف العبارات القرآنية بالدقة المتناهية
المحسوبة، فالقرآن عفيف البيان متين البنيان، وهو في الوقت نفسه ناطق صريح، وصارم
شديد عند الاقتضاء)[4]
ثم يطرح ما ذكره المتكلمون من توفر الدواعي إلى قبول التحدي، وكون قوم
رسول الله a كانوا أفصح الناس
وأبلغهم وأكثرهم اهتماما بالفنون الأدبية، فيقول: (ولا بدّ من الاشارة الى أنَّ
العرب منذ ذلك الوقت كانوا قمة في الفنون الادبية من شعر ونثر وصناعة كلام، وما زالت قصائد من الشعر الجاهلي تعتبر من أرفع الشعر، وكان سوق عكاظ مكاناً