ثم ذكر وجوه إعجاز القرآن، فقال: (وأما وجه إعجازه فالجمهور من العامة
والخاصة ومنهم الشيخ المفيد على أن إعجاز القرآن بكونه في الطبقة العليا من
الفصاحة، والدرجة القصوى من البلاغة، على ما يعرفه فصحاء العرب بسليقتهم، وعلماء
الفرق بمهارتهم في فن البيان، وإحاطتهم بأساليب الكلام، هذا مع اشتماله على الإخبار
عن المغيبات الماضية والآتية، وعلى دقائق العلوم الالهية، وأحوال المبدئ والمعاد،
ومكارم الاخلاق، والإرشاد إلى فنون الحكمة العلمية والعملية، والمصالح الدينية والدنيوية،
على ما يظهر للمتدبرين، ويتجلى للمتفكرين، وقيل: وجه إعجازه اشتماله على النظم
الغريب، والأسلوب العجيب المخالف لنظم العرب ونثرهم في مطالعه ومقاطعه وفواصله،
فإنها وقعت في القرآن على وجه لم يعهد في كلامهم، وكانوا عاجزين عنه.. وقيل: هو
اشتماله على الاخبار بالغيب، وقيل: عدم اختلافه وتنافضه مع ما فيه من الطول
والامتداد)[2]
اهتم العلماء الإيرانيين بعد الثورة الإسلامية بالبحث عن التفاصيل
المرتبطة بإعجاز القرآن الكريم في جميع المجالات، ولا يمكن هنا ذكر كل أبحاثهم في ذلك،
لذلك نقتصر على ما ذكره أعلامهم المعروفين المشهورين: