صاحب المصنفات الكثيرة[1]، وأهمها موسوعة (بحار
الأنوار) التي تعدّ أكبر دائرة معارف حديثية شيعية؛ فقد لخص فيه الكثير من وجوه
إعجاز القرآن الكريم، وذكر مقدمات كثيرة لذلك.
ونكتفي هنا بما ذكره في خصوص وجوه إعجاز القرآن الكريم، وموقف كبار أعلام
علماء الشيعة منه، حيث يقول في [بحار الأنوار] عند حديثه عن دلائل النبوة: (الثالث:
في بيان إعجاز القرآن ووجهه زائدا على ما تقدم، وهو أنه a تحدى بالقرآن، ودعا إلى الإتيان
بسورة مثله مصاقع البلغاء والفصحاء من العرب العرباء مع كثرتهم كثرة رمال الدهناء،
وحصى البطحاء، وشهرتهم بغاية العصبية، وحمية الجاهلية، وتهالكهم على المباهاة
والمباراة، والدفاع عن الاحساب، وركوب الشطط في هذا الباب، فعجزوا حتى آثروا
المقارعة على المعارضة، وبذلوا المهج والأرواح دون المدافعة، فلو قدروا على
المعارضة لعارضوا ولو عارضوا لنقل إلينا. لتوفر الدواعي وعدم الصارف، والعلم بجميع
ذلك قطعي كسائر العاديات، لا يقدح فيه احتمال أنهم تركوا المعارضة مع القدرة عليها،
أو عارضوا ولم ينقل
[1]
ولد المجلسي في مدينة أصفهان سنة 1037 هـ، في عصر الدولة الصفوية وبالتحديد في زمن
حكومة الشاه عباس الأول، أبوه الشيخ محمد تقي المجلسي من أعيان الشيعة ومجتهديهم،
كما أنه من أبرز تلامذة الشيخ البهائي والملا عبد الله الشوشتري والميرداماد، أمّه
بنت صدر الدين محمد عاشوري القمي والتي تنحدر من بيت علم وفضيلة [الذريعة، ج 1، ص
151]