وأدرك المشاكل والملابسات. وقد واجهنا دوما أسئلة وردت إلينا من مختلف
الفئات، وخاصّة الشباب المتعطّش إلى نبع القرآن عن التفسير الأفضل، كانت هذه
الأسئلة تنطوي ضمنيا على بحث عن تفسير يبيّن عظمة القرآن عن تحقيق لا عن تقليد،
ويجيب على ما في الساحة من احتياجات وتطلّعات وآلام وآمال. تفسير يجدي كل الفئات،
ويخلو عن المصطلحات العلمية المعقّدة، ونحن نفتقر إلى تفسير مثل هذا. فالسلف
والمعاصرون كتبوا في ذلك كثيرا، ولكنها بأساليب خاصة بالعلماء والأدباء، وعلى
مستويات رفيعة) [1]
ثم ذكر أنه وفريقه لم يجدوا بدّا من الإقدام على مثل هذا التفسير بهذا
الشكل الصالح للفهم العام، وقد ذكر في مقدمة الكتاب خصائصه، وهي [2]:
1 ـ لمّا كان القرآن (كتاب حياة) فإنّا لم نركّز ـ في التّفسير ـ على
المسائل الأدبية والعرفانيّة، بل بدلا من ذلك عالجنا المسائل الحيوية ـ الماديّة
والمعنويّة ـ وخاصّة المسائل الإِجتماعيّة، وسعينا إلى إشباعها بحثاً وتحليلا،
وخاصّة ما يرتبط من قريب بحياة الفرد والمجتمع.
2 ـ في ذيل كلّ آية تناولنا تحت عنوان (بحوث) المسائل المطروحة في الآية
بشكل مستقل، كالربا، والرّق، وحقوق المرأة، وفلسفة الحج، وأسرار تحريم القمار،
والخمر، ولحم الخنزير، ومسائل الجهاد الإسلامي، وأمثالها من الموضوعات، كي يستغني
القارئ عن مراجعة الكتب الأخرى في هذه المجالات.
3 ـ عزفنا عن تناول البحوث ذات الفائدة القليلة، وأعطينا الأهميّة لمعاني
الكلمات وأسباب النّزول ممّا له تأثير في الفهم الدقيق لمعنى الآية.