البروجردي، والعلامة الطباطبائي صاحب تفسير (الميزان) وغيرهما حتى نال
درجة الاجتهاد، وفي أثناء التحصيل، اشتغل بالتدريس والتأليف، وكان من أنصار الثورة
الإسلامية في إيران، وله جهوده الكبيرة فيها، وبسببها تعرض للنفي إلى عدد من المدن
النائية.
وتفسيره من أجمل التفاسير وأبسطها وأيسرها وأكثرها تنظيما، بالإضافة إلى
تحقيقاته الكثيرة، وقد نشر هذا التفسير باللغة العربية في 20 جزءا، وقد قال الشيخ
محمد هادي معرفة معرفا به: (هو أول تفسير نموذجي ظهر إلى الوجود، وكان قد تعاون
عليه جمع من فضلاء الحوزة العلمية بقم المقدسة؛ وذلك خلال مدة (14) سنة (1396 ـ 1410
هـ) ولهذا كان التفسير عملا جماعيّا، قد بذلت في تدوينه جهود، ولكن تحت إشراف
العلّامة الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، أحد أعلام العصر، ومن المجاهدين في سبيل
الدعوة الإسلامية، صاحب تآليف إسلامية عريقة، وصاحب نظر ورأي واجتهاد.. وهذا
التفسير إنما دوّن وكتب ليكون غذاء نافعا للجيل المعاصر؛ ولذلك جاء بالأهم من
المواضيع الإسلامية، التربوية والأخلاقية، ومتناسبا مع المستوى العام، فكانت خدمة
جليلة أسداها الشيخ مكارم وأعوانه، وقدّموها للجيل المتعطّش إلى فهم معاني القرآن
بشكل واسع، والاستقاء من مناهله العذبة) [1]
ومما جاء في مقدمة التفسير: (لكل عصر خصائصه وضروراته ومتطلباته، وهي
تنطلق من الأوضاع الاجتماعية والفكرية السائدة في ذلك العصر، ولكل عصر مشاكله
وملابساته الناتجة عن تغيير المجتمعات والثقافات، وهو تغيير لا ينفك عن مسيرة
المجتمع التاريخية، والمفكر الفاعل في الحياة الاجتماعية، هو ذلك الذي فهم
الضرورات والمتطلبات،
[1] التفسير والمفسرون في
ثوبه القشيب، ج2، ص: 476.