7. كما يعتمد هذا التفسير على منهج تفسير القرآن بالقرآن إلا أنه ذو طابع
اجتماعي ومشرب عرفاني وفلسفي، وقد عبر عن ذلك بقوله: (إن منهج تفسير كتاب الله
التدويني مشابه لمنهج كتابه التكويني؛ فكتاب التكوين الذي هو النظام العيني
والعالم الواقعي خارج الذهن يمكن إدراكه تارة بشكل مباشر بالشهود العرفاني والعقل
البرهاني، ويمكن إدراكه تارة أخرى بشكل غير مباشر من قبل أوليائه عن طريق البرهان
أو العرفان الواعي، حيث يخبرون الآخرين بما توصلوا اليه من إدراكات، وهكذا الحال
بالنسبة الى معرفة كتاب التدوين، والطريق غير المباشر اليه يكون من خلال النقل،
ويكون تفسير القرآن التدويني تفسيراً بالواسطة للقرآن التكويني)[1]
8. يبدي هذا التفسير مزيداً من الاهتمام لأمور من قبيل السياق، وشأن
النزول، والأجواء التي نزلت فيها السورة والآية.
9. قدم
المفسر لتفسيره بكتاب يمثل مقدّمة له وعنوانه قرآن در قرآن (القرآن في القرآن) وهو يتناول موضوعات مثل حقيقة القرآن، اعجاز القرآن، رسالة القرآن، خلود القرآن، صيانة القرآن من التحريف، وفهم
القرآن.
10. اسم هذا التفسير مستقى من الآية الشريفة: {وَمِزَاجُهُ مِنْ
تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين: 27، 28]، أي
أن شراب المقربين من عين نقية رقراقة.
وهو للعلامة الشيخ ناصر المكارم الشيرازي، ولد سنة 1347هـ ببلدة شيراز،
وتدرج في سلم الدراسة الأكاديمية حتى الثانوية فيها، ثم اتجه الى العلوم الدينية
في مدارس شيراز، ثم رحل الى مدينة قم، وأقام فيها واستفاد من الأساتذة الكبار، من
أمثال العلامة