جوانبها، فهو ـ مثلا ـ عند حديثه عن الإسرائيليات، وآثارها السلبية في تفسير
القرآن الكريم يعرف بالأشخاص البارزين في بثّ الإسرائيليات، وتسلُّل هذه الآفة إلى
التفسير والحديث، ونماذج وجذور ذلك.
وهو في انتقاده لما كتب حول التفسير يتسم بروح علمية وموضوعية عالية، فهو
ينظر إلى محتويات التفاسير ومدى انسجامها مع القرآن الكريم، بغض النظر عن صاحب
التأليف والطائفة التي ينتمي إليها.
فهو ـ مثلا ـ عند حديثه عن تفسير محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي
(توفي 320 هـ) المعروف بتفسير العياشي، يذكر أنه (يسترسل في ذكر الآيات، في ضمن
أحاديث مأثورة، عن أهل البيت عليهم السّلام تفسيرا وتأويلا للآيات الكريمة، ولا
يتعرّض لنقدها جرحا أو تعديلا، تاركا ذلك إلى عهدة الإسناد الّتي حذفت مع الأسف.
ويتعرّض لبعض القراءات الشاذّة المنسوبة إلى أئمة أهل البيت، مما جاءت في سائر
الكتب بأسانيد ضعاف، أو مرسلة لا حجيّة فيها، والقرآن لا يثبت بغير التواتر
باتّفاق الأمة) [1]
ويقول عن [تفسير القمي] المنسوب لعلي بن إبراهيم بن هاشم القمي (توفي
329): (هذا التفسير في ذات نفسه تفسير لا بأس به، يعتمد ظواهر القرآن ويجري على ما
يبدو من ظاهر اللفظ، في إيجاز واختصار بديع، ويتعرّض لبعض اللغة والشواهد
التاريخية لدى المناسبة، أو اقتضاء الضرورة. لكنّه مع ذلك لا يغفل الأحاديث المأثورة
عن أئمّة أهل البيت، مهما بلغ الإسناد من ضعف ووهن، أو اضطراب في المتن؛ وبذلك قد
يخرج عن أسلوبه الذاتي فنراه يذكر بعض المناكير مما ترفضه العقول، ويتحاشاه أئمة
أهل البيت الأطهار. لكنه قليل بالنسبة إلى سائر موارد تفسيره. فالتفسير في مجموعه
تفسير نفيس لولا
[1] التفسير والمفسرون في
ثوبه القشيب، ج2، ص: 324.