ويقول عن [الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور] لجلال الدين السيوطي
الشافعي (توفي 911): (هذا التفسير فريد في باب، من حيث الاقتصار على نقل الآثار،
وتوسّعه في ذلك. ومع ذلك فإنه لم يتحرّ الصحّة، وإنما جمع بين الغث والسمين، وأورد
فيه الكثير من الإسرائيليات والأحاديث الموضوعة، عن لسان الأئمة السلف. ومن ثمّ
فإن الأخذ منه يحتاج إلى إمعان نظر ودقّة وتمييز) [2]
وهكذا نراه يتحدث بلغة علمية وموضوعية عالية في عرضه للتفاسير ومناقشته
لها، بحيث لا يشعر القارئ بأي ميول له نحو أي جهة من الجهات إلا بما دل عليه البحث
العلمي.
ونحب أن ننبه إلى أن للكاتب كتبا أخرى في هذا المجال لعل أهمها كتابه
[التأويل في مختلف المذاهب والآراء]، وقد ورد في التعريف به في مقدمة الكتاب: (يعد
هذا الكتاب دراسة موسّعة في هذا الجانب من جوانب علوم القرآن، تقدّم تحقيقا شيّقا
حول جزئيات متعلّقة بالتأويل كمذهب صميمي تمسّكت به طائفة عريضة من المسلمين،
وبيان الفرق بينه كعلم يعنى بفحوى الآي العام وبين التخرّصات التي أقحمت على أنّها
تأويل، بأسلوب رشيق وشفّاف، بعيدا عن الفهم التقليدي الخاطئ، والتزمّت الموروث في استيعاب
القضايا المتعلّقة في هذا النطاق.. وتكتسب هذه الدراسة أهميّتها من أهميّة موضوعه
الذي يدخل في التشريع والتاريخ والتراث الإسلامي الأصيل؛ لأنّه يتّصل بصميم القرآن
نصّا ومفهوما،