وهي بذلك تكمل ما ذكرناه في الجهود السابقة؛ فهي تحمي القرآن الكريم من
التحريف المعنوي، كما يحميه ما كتب في تاريخ القرآن الكريم من الشبهات المثارة حول
التحريف اللفظي.
ومن أهم الكتب العربية التي ألفت في هذا المجال كتاب [التفسير
والمفسِّرون في ثوبه القشيب] للشيخ محمد هادي معرفة، والذي انتهج فيه أسلوب العرض
المفصل مع التحقيق والتنقيح والنقد.
وقد قسمه إلى ثلاثة أقسام: أولها: التعريف بمفردة التفسير ومعانيها،
واختلاف التفسير عن التأويل والترجمة، والعلوم التي يحتاج إليها المفسِّر، وتوهُّم
حصر تأويل القرآن بالله تعالى، وتوقيفية تفسير القرآن، والمراد من التفسير بالرأي،
وحجّية ظواهر القرآن، ومنهج القرآن في الانتقال وبيان المطالب، وبحث ترجمة القرآن
وجوازها وإمكانها، ومناهج وآراء الفريقين بشأن الترجمة، ونقد وتقييم الترجمات.
الثاني: ويبحث في المراحل الخمسة من التفسير، والمسائل الأصلّية لكلّ
مرحلةٍ من هذه المراحل، وخصائص كلّ واحدة من هذه المراحل، وتعريف وتقييم كبار
المفسِّرين في جميع هذه المراحل، وقيمة التفاسير في كلّ مرحلةٍ من هذه المراحل
الخمسة.
الثالث: ويتناول منهجي (التفسير المأثور) و(التفسير الاجتهادي). وقد أشار
إلى الآفات التي تعترض كلا التفسيرين.. مثل: ضعف السند، والوضع، والإسرائيليّات في
التفسير بالمأثور، ومثل التأويلات الخاطئة، والتي سنشير إليها لاحقا في التفسير
الاجتهادي.
والكاتب ـ كعادته ـ يفصل في كل ما يطرحه من قضايا، بحيث يحيط بها من كل