نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 36
الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104]: (في هذه الآية تكفير
أهل القبلة بالمعاصي[1]، لانه من لم يكن يدعو
إلى الخيرات ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر من المسلمين، فليس من الأمة التي
وصفها الله لانكم تزعمون أن جميع المسلمين من امة محمد، قد بدت هذه الآية وقد وصفت
امة محمد بالدعاء إلى الخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومن لم يوجد فيه
الصفة التي وصفت بها، فكيف يكون من الأمة، وهو على خلاف ما شرطه الله على الأمة
ووصفها به)[2]
[الحديث: 71] عن محمد بن حفص قال: سئل الإمام الصادق عن قول
المرجئة في الكفر والإيمان وقال: إنهم يحتجون علينا ويقولون كما أن الكافر عندنا
هو الكافر عند الله فكذلك نجد المؤمن إذا أقر بإيمانه أنه عند الله مؤمن، فقال: (سبحان
الله كيف يستوي هذان؟ والكفر إقرار من العبد؟ فلا يكلف بعد إقراره ببينة، والإيمان
دعوى لا تجوز إلا ببينة، وبينته عمله ونيته، فاذا اتفقا فالعبد عند الله مؤمن،
والكفر موجود بكل جهة من هذه الجهات الثلاث من نية أو قول أو عمل، والأحكام تجري
على القول والعمل، فما أكثر من يشهد له المؤمنون بالإيمان، ويجري عليه أحكام
المؤمنين وهو عندالله كافر، وقد أصاب من أجرى عليه أحكام المؤمنين بظاهر قوله
وعمله)[3]
[1] قال المجلسي تعليقا على هذا الحديث: (كأن المعنى أن الأمة امتان:
امة دعوة، وامة إجابة، وامة الدعوة تشمل الكفار أيضا وامة الإجابة هم الذين أجابوا
الرسول فيما دعاهم إليه، فالأمة المذكورة في هذه الآية امة الإجابة، وقد وصفهم
بأوصاف، فمن لم تكن فيه تلك الاوصاف لم تكن منها لكن روى في الكافي في كتاب الجهاد
خبرا آخرا عن هذا الراوي بعينه، وفيه دلالة على أن المراد بالأمة الائمة عليهم
السلام، فيمكن أن يكون لامة الإجابة أيضا مراتب كما أن للمؤمنين منازل) بحار
الأنوار (68/284)