نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 303
أذى كثيرا، فتصبروا وتعركوا بجنوبكم، وحتى يستذلوكم ويبغضوكم، وحتى
يحملوا عليكم الضيم فتحتملوه منهم تلتمسون بذلك وجه الله والدار الآخرة، وحتى
تكظموا الغيظ الشديد في الأذى في الله عز وجل يجترمونه إليكم، وحتى يكذبوكم بالحق،
ويعادوكم فيه، ويبغضوكم عليه، فتصبروا على ذلك منهم.. ومصداق ذلك كله في كتاب الله
الذي أنزله جبريل عليهالسلام على نبيكم a سمعتم قول الله عز وجل لنبيكم a: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا
صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ﴾
[الأحقاف: 35] ثم قال: ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ
فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا ﴾ [الأنعام: 34] فقد كذب نبي
الله والرسل من قبله، وأوذوا مع التكذيب بالحق.
إن سركم أمر الله فيهم الذي خلقهم له في الأصل ـ أصل الخلق ـ من
الكفرالذي سبق في علم الله أن يخلقهم له في الأصل، ومن الذين سماهم الله في كتابه
في قوله: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ﴾
[القصص: 41]، فتدبروا هذا واعقلوه ولا تجهلوه، فإنه من يجهل هذا وأشباهه مما افترض
الله عليه في كتابه مما أمر الله به ونهى عنه، ترك دين الله، وركب معاصيه، فاستوجب
سخط الله، فأكبه الله على وجهه في النار)[1]
[الحديث: 746] قال الإمام الصادق في وصيته لأصحابه: (أيتها العصابة المرحومة
المفلحة، إن الله أتم لكم ما آتاكم من الخير، واعلموا أنه ليس من علم الله ولا من
أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى ولا رأي ولا مقاييس، قد أنزل الله
القرآن، وجعل فيه تبيان كل شيء ، وجعل للقرآن ولتعلم القرآن أهلا لايسع أهل علم
القرآن الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوى ولا رأي ولا مقاييس، أغناهم الله
عن ذلك بما آتاهم من علمه، وخصهم به، ووضعه عندهم كرامة من الله، أكرمهم بها، وهم أهل
الذكر الذين أمر