نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 265
(هم نحن وأتباعنا، فمن تبعنا من بعدنا طوبى لنا، وطوبى لهم أفضل من طوبى
لنا)، قالوا: ما شأن طوبى لهم أفضل من طوبى لنا؟ ألسنا نحن وهم على أمر؟ قال: (لا،
لانهم حملوا ما لم تحملوا عليه، وأطاقوا ما لم تطيقوا[1])[2]
[الحديث: 641] عن جيش بن المعتمر قال: دخلت على الإمام علي وهو في
الرحبة متكئ فقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته كيف أصبحت؟.. فرفع رأسه ورد علي
وقال: (أصبحت محبا لمحبنا، ومبغضا لمن يبغضنا، إن محبنا ينتظر الروح والفرج في كل
يوم وليلة، وإن مبغضنا بنى بناء فأسس بنيانه على شفا جرف هار، كـ ﴿مَنْ
أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ
جَهَنَّمَ ﴾ [التوبة: 109]، يا أبا المعتمر إن محبنا لا يستطيع أن يبغضنا،
ومبغضنا لا يستطيع أن يحبنا.. إن الله تبارك وتعالى جبل قلوب العباد على حبنا،
وخذل من يبغضنا، ولن يجتمع حبنا وحب عدونا في قلب أحد ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ
لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ﴾ [الأحزاب: 4] يحب بهذا قوما ويحب بالآخر
أعداءهم)[3]
[الحديث: 642] قال الإمام علي: (ألا وإن لكل شيء شرفا وشرف الدين الشيعة،
ألا وإن لكل شيء عمادا وعماد الدين الشيعة، ألا وإن لكل شيء سيدا وسيد المجالس
مجلس شيعتنا، ألا وإن لكل شيء شهودا وشهود الأرض أرض سكان شيعتنا فيها، ألا ومن
خالفكم منسوب إلى هذه الآية ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ
نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً﴾ [الغاشية: 2 - 4] ألا ومن دعا
منكم فدعوته مستجابة، ألا ومن سأل منكم حاجة فله بها مائة حاجة، يا حبذا حسن صنع
الله إليكم، تخرج شيعتنا يوم القيامة من
[1] إشارة إلى كثرة وقوع الظلم من بني امية وغيرهم عليهم، بحار
الأنوار (68/35)