[الحديث: 219] دخل رجل على الإمام الصادق فقال له: ممن الرجل؟ فقال: من
محبيكم ومواليكم، فقال له جعفر: لا يحب الله عبدا حتى يتولاه، ولا يتولاه حتى يوجب
له الجنة، ثم قال له: من أي محبينا أنت؟ فسكت الرجل؟ فقال له سدير: وكم محبوكم يا
ابن رسول الله؟ فقال: (على ثلاث طبقات: طبقة أحبونا في العلانية، ولم يحبونا في
السر، وطبقة يحبوننا في السر ولم يحبونا في العلانية وطبقة يحبوننا في السر
والعلانية، هم النمط الاعلى، شربوا من العذب الفرات وعلموا تأويل الكتاب، وفصل
الخطاب، وسبب الاسباب، فهم النمط الاعلى الفقر والفاقة وأنواع البلاء أسرع إليهم
من ركض الخيل، مستهم البأساء والضراء وزلزلوا وفتنوا، فمن بين مجروح ومذبوح،
متفرقين في كل بلاد قاصية بهم يشفى الله السقيم ويغني العديم، وبهم تنصرون، وبهم
تمطرون، وبهم ترزقون، وهم الاقلون عددا الاعظمون عند الله قدرا وخطرا.. والطبقة
الثانية النمط الاسفل أحبونا في العلانية، وساروا بسيرة الملوك، فألسنتهم معنا
وسيوفهم علينا.. والطبقة الثالثة النمط الاوسط أحبونا في السر ولم يحبونا في
العلانية ولعمري لئن كانوا أحبونا في السر دون العلانية فهم الصوامون بالنهار،
القوامون باليل، ترى أثر الرهبانية في وجوههم، أهل سلم وانقياد)
قال الرجل: فأنا من محبيكم في السر والعلانية، قال الإمام الصادق: إن
لمحبينا في السر والعلانية علامات يعرفون بها، قال الرجل: وما تلك العلامات؟ قال:
تلك خلال أولها أنهم عرفوا التوحيد حق معرفته، وأحكموا علم توحيده والإيمان بعد
ذلك بما هو؟ وما صفته؟ ثم علموا حدود الإيمان وحقائقه، وشروطه وتأويله.
قال سدير: يا ابن رسول الله ما سمعتك تصف الإيمان بهذه الصفة؟ قال: نعم
يا